جلسة استثنائية حضرت فيها وثائق تدرج بالملف لأول مرة وقاض للناصري "خذ وقتك" كما كان متوقعا، حجت جموع من الناس إلى استئنافية البيضاء، وبالضبط إلى القاعة 8، منذ التاسعة صباحا من الجمعة الماضي، بحثا عن مكان لها في قاعة المحكمة، في انتظار الشروع في الاستماع إلى متهم، في ملف "إسكوبار الصحراء"، ليس كباقي المتهمين، بل هو سعيد الناصري، الرئيس السابق لمجلس العمالة بالعاصمة الاقتصادية، الذي وعد هيأة المحكمة بغرفة الجنايات الابتدائية بالمحكمة ذاتها، في الجلسة السابقة بالخروج من الخيال إلى الواقع، من خلال ما قدمه من وثائق وإشهادات همت حسب تصريحه للمحكمة 10 في المائة فقط من الملف، فيما ما يزال في جعبته الكثير، التي سيتم الكشف عنها في الجلسة المقبلة. إعداد: كريمة مصلي على غير الجلسات السابقة في ملف "إسكوبار الصحراء"، توافد العديد من أنصار فريق الوداد على القاعة لمتابعة محاكمة رئيسها السابق، بالإضافة إلى حضور بعض أفراد عائلته وأصدقائه، وظلت أعينهم متتبعة لكل تفاصيل جلسة الجمعة الماضي، وكل ما يصدر عن لسان الناصري، وحتى في اللحظات التي كان يخفت فيه الصوت بسبب عطل ترتفع الأصوات بعبارات "الصوت الصوت". كانت الأعين تتابع بشدة كل ما يتم عرضه على شاشات المحكمة من وثائق وتصريحات، وفي اللحظة التي عرضت فيها المحكمة وثيقة تخص تنبيها من شركة "ليدك" للمالي بشأن عدم أداء الفواتير، وقبل أن يؤكد الناصري أنها مزورة ويدلي بوثيقة تفيد ذلك، شرع العديد منهم بالقول "راها مزورة، شوف التواريخ، راه باينة مسكانية". لم يشعر أغلبهم بالعياء أو الملل من تتبع الجلسة التي استمرت ساعتين ونصف ساعة، بل كان يتوافد بين الحين والآخر أشخاص آخرون، بالإضافة إلى محامين ليست لهم علاقة بالملف، واستمرت على ذلك الحال، قبل أن يرفعها رئيس الهيأة لصلاة الجمعة. الناصري يدافع عن ملكية الفيلا ظل الناصري خلال جلسة الاستماع إليه يؤكد أن اقتناء الفيلا المذكورة تم في 2017 من قبل شركة يملكها بمعية ابنه، مضيفا أن الفيلا التي عمرها 45 سنة بشارع مكة في كاليفورنيا، تم اقتناؤها باسم "الشركة المدنية العقارية برادو"، التي أسسها لذلك الغرض بمبلغ يناهز مليارا و650 مليون سنتيم، من بلقاسم مير، صهر بعيوي. وقال الرئيس السابق لنادي الوداد البيضاوي إن "الشركــة المدنية العقــارية بــرادو في ملكيتي، وهي شركــــة مدنية عقارية أسستها يوم 15 نونبر 2017 بغاية شراء الفيلا، وقــــد أخــذت الموافقــة بتوطــين الشركة في عنـــوان العقــار المذكــــور من لــدى بلقاسم المير وقد سلمته 650 مليون سنتيم و5 شيكات". وأشار الناصري إلى أن العقد النهائي للبيع بين الشركة التي يسيرها وصاحب الفيلا تم 2019 بعد تقديم المبلغ المتفق عليه بالكامل، والذي تسلمه بلقاسم مير في مركب بنجلون و5 شيكات عن التجاري وفا بنك تحمل 200 مليون سنتيم لكل واحد منها، لأن المالك رفض تسجيلها إلى حين تحوزه على المبلغ بصفة نهائية، مؤكدا أنــه استرجع أربعة من الشيكات التي قدمها بعد أداء مبلغها، في حين أن الخامس بقي بحوزة المالك الذي طالبه بمبلغ إضافي بحجة إحداثه إصلاحات، وأدائــه لمبلغ الضريبة وهو ما رفضه الناصري. وثائق مزورة في الملف كشف سعيد الناصري عن وجود وثائق مزورة في الملف، ونافيا الاتهامات التي جاءت على لسان المالي، وأن ذلك يشكل مؤامرة ضده، ملتمسا في هذا السياق فتح تحقيق في تزوير عدد من الوثائق المدلى بها، بما فيها تلك المتعلقة بربط الفيلا بعدادات الماء والكهرباء. وقال هي "وثائق مزورة أهاجم بها من طرف مجهول.. وهناك وثيقة تثبت أنه لم يسبق أن قام المتهم المالي بربط الفيلا بهذه العدادات إن كان فعلا يملكها، ليدلي لهيأة المحكمة بالعديد من الوثائق التي تثبت ادعاءاته، مشيرا إلى أنه "بتاريخ 27 نونبر 2017، تم تزويد الفيلا بعداد الماء والكهرباء باسم شركة برادو بعد موافقة المالك الأصلي بلقاسم مير، وبالتالي ما ووجهنا به من وثائق هي مزورة ومفبركة، ولذلك التمس الطعن في هذه الوثائق بالتزوير". وقدم الناصري للمحكمة وثيقة صادرة عن الشركة الجهوية متعددة الخدمات، عنها بتاريخ 16 أبريل الجاري، تفيد أن عداد الماء والكهرباء في ملكية الشركة، التي أنشأها الناصري، منذ 2017 إلى اليوم، وهو ما أكده بلقاسم مير، الذي أفاد خلال المواجهة التي تمت في الجلسة نفسها، أنه هو من منحه الترخيص لذلك، على اعتبار أن ملكية الفيلا لم تكن قد نقلت بعد إلى شركة الناصري بصفة نهائية. شقة "بول" بداية التعارف أكد الناصري أن الحاج بنبراهيم، أو ما يعرف ب"إسكوبار الصحراء"، كانت تجمعه به صداقة، وهو "صديق قبل أن يدخلني في هذه الأمور التي لا علاقة لي بها"، وأضاف أنه تعرف عليه في نونبر 2013 في شقة بقرب مقهى بول، تبين في ما بعد أنها في ملكية عبد النبي بعيوي، وأنه في الوقت الذي كان ينوي الذهاب إلى زاكورة في "العيد الكبير" مسقط رأسه، لإحياء مهرجان التمور، طلبه منه الإسكوبار الذهاب معه، وأن يحضر لطيفة رأفت للغناء في المهرجان، وفي خضم شرح تفاصيل أكثر حول هذه الواقعة، قاطعه المستشار الطرشي ليعيده لسؤال آخر، من ضمن الأسئلة المتعلقة بملكية الفيلا. شهادات لإبراء الذمة على امتداد أزيد من 20 دقيقة، ظل فيها الناصري يقدم إشهادات متعددة من لاعبي كرة منتمين للفريق الودادي، من بينهم عبد اللطيف نصير وإبراهيم النقاش وإسماعيل الحداد، أكدوا أنه كان يقطن بحي المعاريف وبالضبط بزنقة علي بن عبد الرزاق، بين سنتي 2014 و2019، في تناقض مع تصريحات تتهمه بالإقامة في الفيلا محل النزاع، الواقعة بمنطقة كاليفورنيا، في 2018 والتي أدلى بها عبد الواحد شوقي، ولم يكتف بتقديمها بل كان يقرأ محتوها للهيأة التي حاول رئيسها في العديد من المرات إيقافه، ويطلب منه مد الهيأة بها، غير أن الناصري أصر على قراءتها تعبيرا منه على الظلم الذي عاشه، وشاكرا سعة صدر الهيأة في الاستماع إليه. وتضمن الإشهادات التي كانت بالعشرات عاملات منزليات كن يشتغلن لديه وصاحب مطعم و"ليفرور" "ومول الحانوت" والجزار والخضار، وكلها تسير في اتجاه تحديد المدة التي انتقل للعيش في الفيلا المذكورة. وأضاف النايري أن وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، كان يزور شقة شقيقه المحاذية لشقته بالمعاريف، وعندما انتقل في 2020 إلى الفيلا، زاره بها واستشهد الناصري كذلك بشخصيات سياسية، من بينها محمد جودار ومحمد بريجة، كانوا يزورونه في شقته، مشددا على أن "البيضاء كلها كانت تعرف أين أقطن"، متسائلا باستغراب "كيفاش دابا كيجيو يقولوا أنني كنت ساكن في الفيلا سنة 2018؟". المقعد البرلماني اتهم الناصري، صديقا له بالغدر، وقال المتهم إنه تنازل لذلك الصديق عن المقعد البرلماني، لكنه جازاه بتصريحات ضده أمام الضابطة القضائية، وأمام قاضي التحقيق، لتوريطه بعد أن أنكر في تلك التصريحات أن الناصري يمتلك شركة، في محاولة حسبه لاتهامه بالاتجار في "الحشيش"، والزج به في السجن. وفاجأ الناصري الحضور بعد أن قدم عقد شراكة تجمعه بذلك الصديق، لشركة في ملكيتهما، معتبر أن تصريحاته محاولة للسطو على أرباح الشركة التي كانت تجمعهما في مجالات البناء مضيفا، "بنينا 650 شقة، فكيف ينكر كل هذا؟ الهدف واضح: توريطي وتأليب المحكمة ضدي بادعاء أن أرباحي مصدرها تجارة المخدرات". جدوي: أدلة جديدة تغير المجرى قال أشرف منصور جدوي، محامي سعيد الناصري، إنه ثبت من خلال مجريات المحاكمة ومن خلال الوثائق المدلى بها من قبل سعيد الناصري ظهور أدلة قوية على ارتكاب أحد الأشخاص لجريمة شهادة الزور، فهذا الشخص، حسب المحامي استمع إليه قاضي التحقيق وبعد أداء اليمين القانونية واكتساب المركز القانوني لشاهد، أن شهادته شهادة زور، حيث شهد وصرح في معرض شهادته أن الناصري لم يسبق له أن كان يملك أي شركة في حين ان سعيد الناصري أدلى للمحكمة بالقانون الأساسي لشركة جمعتهما مناصفة ومستخرج السجل التجاري، الذي يثبت أنهما شريكان. وأضاف جدوي في تصريح لـ"الصباح" عقب المحاكمة، أنه من جهة أخرى سبق للشخص نفسه أن صرح أن الناصري سكن في الفيلا منذ 2017 ، وهي الواقعة التي ظل الناصري ينفيها، مؤكدا أنه لم يسكن إلا في 2020 ، مدليا بمجموعة من الإشهادات من بينها شهادة إدارية صادرة عن القائد رئيس الملحقة الإدارية تثبت ذلك، هاته الأمور تثبت قيام هذا الشخص بارتكاب جريمة شهادة الزور، وهذه مناشدة للنيابة العامة قصد فتح بحث في هذه الجريمة المرتكبة، من قبل هذا الشخص. واعتبر المحامي بعد أن تمت في جلسة سابقة مواجهة متهم سابق بوثائق منسوبة لشركة ليديك تحمل اسم الحاج احمد بن براهيم تم اليوم الإدلاء بشهادة صادرة عن الشركة متعددة الخدمات التي حلت محل شركة "ليدك" تنفي أن يكون قد جرى تسجيل أي استهلاك لمادة الماء و الكهرباء بالفيلا من نونبر 2014 إلى أكتوبر 2017، وهو ما يفند رواية المالي ويفند صحة تلك الوثائق التي تم استعمالها وهو ما يوضح، حسب المحامي، لماذا كان من جملة طلبات الدفاع ضرورة استدعاء الممثل القانوني لشركة "ليدك" الذي سيفند مزاعم المالي، بأنه كان مستقرا بذلك التاريخ، سواء شخصيا أو بواسطة خدمه، وهو ما يفند كذلك رواية شاهد الزور. الطرشي: خذ وقتك لم يقاطع المستشار علي الطرشي، سعيد الناصري على امتداد ساعتين ونصف ساعة، إلا لكي يستفسر عن نقطة معينة، أو يعيد طرح سؤال لم يتوضح لهيأة المحكمة الجواب، وفي مرات عدة طلب الرئيس من الناصري عدم الإسراع في الأجوبة، بالقول "واش كتعرض"، "خذ وقتك لكي نفهم الجواب، وحتى يتمكن كاتب الجلسة من تدوين كل المعطيات"، معتبرا أن