ساعات معدودة من التساقطات المطرية، كانت كافية لإغراق قصبة تادلة، التي قضى سكانها لحظات عسيرة بعد أن تسربت مياه الأمطار الطوفانية إلى المنازل، وحولت ساحة وطرقات المدينة إلى برك عائمة. وقضى سكان حي بودراع وتجار المركب التجاري القيسارية التي تتوسط المدينة ليلة بيضاء، بعد أن استنفر التجار كل طاقاتهم لحماية السلع التي تؤثث دكاكين التجارة المتراصة التي تعرض خدماتها للزبناء. وأطلق السكان المتضررون نداءات الاستغاثة، لكي يتدخل مسؤولو الجماعة لإنقاذ حياتهم من موت محقق وتوفير آليات للحيلولة دون تسرب مياه الأمطار، التي شكلت مجاري متدفقة عبر الطرقات، التي تشهد ارتفاعات وانحدارات، ما يساهم في مضاعفة قوة تدفق المياه إلى المناطق السفلى. وتجند تجار القيسارية التي اكتسحتها مياه الأمطار التي تساقطت بكميات كبيرة، باستعمال إمكانيات ذاتية للحيلولة دون تسرب المياه إلى محلاتهم التجارية. وتناقلت أخبار انتشرت بشكل سريع، انقطاع حركة المرور في الطريق الممتدة بين مؤسسة بنكية ومسجد ديور المعلمين التي شهدت حركة غير عادية بعد ارتفاع منسوب المياه التي تسربت إلى بعض المنازل، وأطلق سكانها نداءات استغاثة لمساعدتهم على مواجهة ظروفها الصعبة، في انتظار تدخل مصالح الجماعة لإنقاذ الموقف. واستبدت حالة من القلق مشوبة بأحاسيس الرعب والفزع بسكان أحياء قصبة تادلة الذين أعياهم طول انتظار تدخل مصالح الجماعة والوقاية المدنية لمساعدة السكان على وضع متاريس تحول دون تسرب كيات الأمطار، التي شكلت ما يشبه وديانا، تتحرك باتجاه المنازل الآهلة بالسكان، فضلا عن المتاجر التي تشكل الرزق الوحيد لمدينة أصبحت شبه محاصرة، ومحرومة من مشاريع تنموية تساعد الشباب على الاندماج الاقتصادي ومواجهة التحديات التي تتضاعف يوما بعد يوم، إلى أن تستحيل إلى عوائق اقتصادية تتطلب مقاربة تنموية مستعجلة لتمكين السكان من أساليب الحياة وسبل العيش الكريم. وتابع أبناء المدينة تفاصيل ليلة الجحيم، بعد أن غمرت مياه الأمطار العديد من الطرقات والشوارع الرئيسية وكذا محاولات بعض المتطوعين مساعدة مالك سيارة غمرتها المياه، لنقلها خارج مستنقع المياه التي أصبحت تشكل خطرا على بعض الأحياء التي غمرتها المياه. وأفادت مصادر "الصباح"، أن التساقطات المطرية كشفت عن ضعف البنيات التحتية، التي تتطلب إمكانيات مادية لإصلاحها لتكون قادرة على استيعاب كميات الأمطار المتساقطة، والتي تحولت بسرعة إلى مستنقعات غمرت الشوارع الرئيسية، التي تحولت إلى برك عائمة. سعيد فالق (بني ملال)