اكضيض أوضح أن المشرع وضع نصوصا قانونية خاصة باكتشاف الكنوز أوضح محمد أكضيض الإطار الأمني المتقاعد بالشرطة القضائية، أن عامل التعرية والزلازل ساهم بشكل كبير في ظهور عصابات الكنوز، مؤكدا أن الحلي الذهبية والنقود كانت تدفن مع الأولياء والحكماء. واعتبر الإطار الأمني أن المشرع المغربي أصدر نصوصا تنظم اكتشاف الكنز الذي يعتبر ملكا خاصا للدولة، وأن من اكتشفه يستفيد من 5 بالمائة من قيمته الإجمالية. بصفتك إطارا أمنيا متقاعدا بالشرطة القضائية، وسبق أن اشتغلت على مواضيع تتعلق بالبحث عن الكنز، كيف كنتم تعالجون مثل هذه القضايا؟ أولا يجب الرجوع إلى الأصول التاريخية للعملية، حينما كان يدفن مع الحكماء والأعيان والأولياء كل ماله من قيمة ثمينة كالذهب والنقود، وتحول الأمر مع عامل التعرية والزلازل التي ضربت في العصور الحديثة، إلى موضوع هام، بعدما حولت الكوارث الطبيعية، المدن والأضرحة إلى أنقاض تحت الأرض، والذي كان وراء موجة من اكتشاف آثار ذات قيمة ثمينة من قبيل كؤوس من الذهب، وظهور عصابات الكنوز.وأريد أن أؤكد أن البحث العلمي ينصب حاليا حول غرق المراكب في مياه البحار التي كانت تحتوي على صناديق من المجوهـرات، وهذا شق علمي آخر من البحث عن الكنوز، وبذلك استغل الكثير من الأشخاص الذين يعتقدون أن لهم إيمانا بالدين هذه المعطيات، قصد البحث عن هذه الآثار القيمة، ويوهمون الضحايا أنهم يحاكون الجن ويحترفون السحر عن طريق استعمال القرآن الكريم والأحاديث النبوية. كيف يختار هؤلاء ضحاياهم أثناء الاستعانة بهم في سلب أموالهم؟ الذين يمارسون هذه الطقوس ينتقون ضحاياهم بطرق مقنعة، ويوهمونهم أن الثراء قادم وسيمر عبر مراحل تحتاج إلى أموال عينية للتخابر مع الجن قصد استخراج الكنز، فيصبح الضحية على قناعة تامة بالخروج من وضعه الاجتماعي الهش إلى الثراء الفاحش. سبق أن توصلت في أبحاثي الجنائية، أن شبكة مختصة استطاعت سلب أحد الأثرياء 70 مليون سنتيم، إذ كان الضحية متدينا ويواظب على الصلاة باستمرار، وذات مرة كان يصلي مع أحد الشباب، فجرى إقناعه بتسليمهم مبالغ مالية، وكان المتورطون يقومون بدفن آوان منزلية في صناديق حديدية تحت الأرض، وإيهامه استخراجها أمامه، ثم يقومون بإرجاعها إلى باطن الأرض، مؤكدين له أن الجن طلب منهم ذلك، قصد دفعه أموالا أخرى، ليكتشف في نهاية المطاف تعرضه للنصب والاحتيال عن طريق ممارسة طقوس الشعوذة. كيف تعاطى المشرع المغربي مع الموضوع؟ القانون الجنائي المغربي يجرم هذه العملية لأنها من جرائم النصب والاحتيال، كما ضمن المشرع المغربي في نصوصه، أن من اكتشف الكنز في باطن الأرض، يجب أن يخبر به أقرب مصلحة مختصة، باعتباره ملكا خاصا للدولة، ويحصل على 5 بالمائة من قيمته المالية. (*) إطار أمني متقاعد
