يفرح الفلاحون وعامة الناس، عادة، بقدوم الشتاء، وكثرة التساقطات الثلجية والمطرية، إلا أن الأمر يختلف نوعا ما بالنسبة إلى الأطفال خاصة التلاميذ، الذين يعيشون في مناطق بعيدة عن المدارس في القرى والمرتفعات. وشهدت الأيام الأخيرة تساقطات مطرية وثلجية بمرتفعات الأطلس الكبير والمتوسط، شملت عدة أقاليم، ما أدى إلى تعقيد التحاق التلاميذ والأساتذة على حد سواء بمدارسهم، نتيجة استمرار التساقطات وما ترتب عنها من مخاطر. وعلمت "الصباح" أن مجموعة من التلاميذ بمختلف الأقاليم لم يلتحقوا بالأقسام، الأمر نفسه بالنسبة إلى بعض الأساتذة، إذ تظهر بعض الصور التي اطلعت عليها "الصباح" فيضان بعض الأودية، التي عرقلت حركة السير فوق القناطر، ناهيك عن بعض المناطق التي أغلقت فيها المسالك بسبب الثلوج. وفي سياق متصل، اطلعت "الصباح" على مقاطع وصور لإحدى حافلات النقل المدرسي، التي ظلت عالقة في أحد المسالك غير المعبدة المؤدية إلى دوار تيسا تحمودوت، بجماعة تامدا نومرصيد بإقليم أزيلال، واضطر السكان للتدخل لإخراجها من المكان الموحل، وقضوا ساعات من أجل هذه المهمة، ما يعني أنه على التلاميذ قطع الكيلومترات في ظروف مناخية صعبة قصد الوصول للمدرسة، لأن خدمات النقل المدرسي متعثرة في الكثير من الجماعات، ما يجعل الأسر في غالب الأحيان لا ترسل أبناءها خوفا عليهم من أي مكروه. وفي هذا الإطار، يقول عمر أزياد، ناشط مدني بالإقليم، إن مسألة المسالك والطرق غير المعبدة تعتبر إشكالية كبيرة في جماعة تامدا نومرصيد، مؤكدا أنه عندما تتضرر طرق الدواوير ويكثر الضغط على المنتخبين، يقومون بوضع تراب يشبه "التوفنة"، والذي لا يصمد لسنة واحدة، إذ بمجرد نزول تساقطات مطرية متوسطة تتضرر وتعود إلى سابق عهدها. وأضاف المتحدث ذاته أن الواقع نفسه ينطبق على جماعة أيت امحمد وزاوية أحنصال وغيرها من جماعات الإقليم، مشددا على أنه يجب إعادة النظر في أولويات المجالس المنتخبة، إذ أن رئيس تامدا نومرصيد، يصر على تنظيم المهرجان السنوي، ويخصص ميزانية سخية للحلوى والاستقبالات في الجماعة، في حين لم يتمكن فريقه في الأغلبية من تهييء ولو طريق واحد لفك العزلة عن السكان. عصام الناصيري