تلاميذ يتألقون في تقديم الحلول التكنولوجية للتحديات التي تواجه المملكة أصبح عالم تصميم وصناعة الروبوتات وأفكار إنشائها عملة مدرة للدخل، خاصة عندما يكون الاختراع قادرا على الاستجابة لحاجة لدى الأشخاص والدول في مجال معين، وهو ما تعمل عليه بعض المؤسسات والجمعيات المغربية والدولية مع الشباب المغاربة، الذين أثبتوا نبوغهم في مجال الابتكار. ولعل ما يجعل هذه المبادرات والمسابقات الوطنية والدولية، التي يشارك فيها تلاميذ المدارس العمومية والخاصة، تحت غطاء وزارة التربية الوطنية ذات أهمية، أن الشباب المغاربة يعملون على تصميم وصناعة نماذج من الروبوتات، التي تقترح حلولا تكنولوجية مبتكرة لمشاكل وتحديات تواجه المغرب. وتقام سنويا مسابقة وطنية في هذا المجال، وتمر عبر مراحل، إذ تكون هناك إقصائيات إقليمية وجهوية، والمتأهلون يصلون إلى المسابقة الوطنية، التي يشارك فيها مختلف تلاميذ المغرب، والفائزون يتأهلون للتنافس في المسابقة الدولية، والتي حقق فيها المغاربة طيلة الدورات السابقة نتائج مبهرة. وأقيمت فعاليات المسابقة الوطنية "للروبوتيك" في نسختها العاشرة، من تنظيم وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بشراكة مع جمعية "LOOP "FOR SCIENCE AND TECHNOLOGY، وعدد من الفاعلين والشركاء، السبت الماضي، بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات ببنكرير. وشارك في تلك الفعالية الهامة 42 فريقا من بينها 15 مؤسسة عمومية تأهلت في الإقصائيات الجهوية والإقليمية، والتي شارك فيها حوالي 80 فريقا من المؤسسات التعليمية، سيتم اختيار 9 فرق فائزة لتمثيل المغرب على المستوى الدولي. ويلاحظ أن مجالات الابتكار التي يختارها القائمون على الفعاليات مدروسة بعناية، إذ دائما ما يتم العمل على مجالات يحاول المغرب أن يكون رائدا فيها، من قبيل الطاقات المتجددة أو محاربة آثار الجفاف أو غيرها من المواضيع. وتمحورت النسخة الحالية حول "SUBMERGED"، أي كل ما يتعلق بأعماق البحار والحلول التي يمكن اقتراحها، لتجاوز التحديات المرتبطة بالحفاظ على النظام البيئي، علاقة بالكائنات الحية وعواملها البيئية التي تتفاعل في ما بينها داخل بيئة بحرية، من أجل توازن طبيعي واستمرارية الحياة. ويظهر أن موضوع النسخة مستوحى من التوجه الاستراتيجي للمغرب في السنتين الأخيرتين للمحيط الأطلسي، خاصة بعد وضع إطار مؤسساتي دولي للتعاون بين الدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي، ومبادرة ولوج دول الساحل للأطلسي، وإطلاق خط بحري مع السنغال، وأنبوب الغاز الأطلسي الإفريقي، ناهيك عن التوجيهات الملكية لإنشاء أسطول بحري، وتهيئة الواجهة الأطلسية، وربطها بالبنيات التحتية من طرق وسكك حديدية. ويحتاج المغرب من أجل تنفيذ هذه المشاريع العملاقة حلولا تكنولوجية حديثة للتغلب على الصعوبات، خاصة في ما يتعلق باستغلال المحيط دون تلوث أو آثار جانبية على الأحياء البحرية. عصام الناصيري