يثير الغياب المتكرر لعدد من الوزراء، عن جلسات البرلمان، استفهامات محيرة حول جدية الالتزام بدعم الأدوار الدستورية للبرلمان، مؤسسة تمثيلية وتشريعية، إذ تبرز هذه الإشكالية بشكل واضح خلال جلسات الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، ما يطرح علامات استفهام حول تأثير هذا الغياب على جودة الأداء البرلماني، وفعالية العمل السياسي في تعزيز ثقة المواطنين. وفي ظل الدعوات المستمرة لتجويد العملية السياسية بالمغرب والارتقاء بها، يتزايد النقاش حول ضرورة وضع خطوات عملية لضمان حضور أكثر انتظاما للوزراء في الجلسات الدستورية للمؤسسة التشريعية، بما يسهم في تعزيز أدوار البرلمان التشريعية والرقابية، خاصة من قبل المعارضة التي تعتمد على هذه الآليات لتأدية مهامها الدستورية. في تقديرنا، فإن التحدي الحقيقي يكمن في تطوير الأداء البرلماني عبر اختيار ممثلين ذوي كفاءة ومستوى تعليمي مناسب، والعمل على تعزيز مشاركة الكفاءات المغربية بعناصر مسلحة بالعلم والمعرفة، وليس الزبونية الحزبية. إن ما حدث في جلسة، الاثنين الماضي، التي ترأستها برلمانية، "حشومة وعار" أن يبقي مكتب مجلس النواب، على تكليفها بمهمة إدارة أشغال جلسة مساءلة الحكومة، لأنها أظهرت أكثر من مرة ضعفا كبيرا، يسيء كثيرا إلى المؤسسة التشريعية، قبل أن يسيء إليها، أو إلى حزبها، الباحث عن ولاية ثانية، وسيظل وصمة عار على جبين هذه المؤسسة التشريعية، حيث ساد الهرج والمرج، ولم تتمكن رئيسة الجلسة من ضبطها، ولجم أصحاب نقط نظام، الذين تجاوزوا حدود اللياقة، وسقطوا في "السفالة البرلمانية". ويستمر احتجاج نواب بشدة عن غياب وزراء كان من المفروض أن يحضروا إلى قاعة الجلسات للرد على أسئلتهم في مواضيع لها راهنية كبرى، بدل تكليف وزراء "احتياطيين"، للنيابة عنهم بمبرر كذبة "التضامن الحكومي". ويتسبب انشغال وزراء بالأعراس والحفلات والسفريات، وغيابهم المنتظم وغير المبرر عن الحضور إلى المؤسسة التشريعية، في فوضى عارمة بمجلس النواب. ويظل مصطفى بايتاس، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي، صامتا أمام الهجومات التي تعرض لها وزراء "الفشوش"، ضمنهم من سقط بالمظلة، رغم أنه لا يفقه شيئا في القطاع الحكومي الذي أسند إليه، رغم أن البعض وضع ظلما وعدوانا "بلاكة" على ظهره مكتوبا عليها "كفاءة". بالمختصر المفيد، على "معالي" الوزير، أن يعرف بأن هذه جلسة دستورية وملزم بالحضور إليها واحترام المؤسسة التشريعية، وتكون أولوية بالنسبة إليه قبل السفر أو قضاء أغراضه الخاصة. للتفاعل مع هذه الزاوية: mayougal@assabah.press.ma