العرباوي نبهت إلى أن انخفاض درجات الحرارة وجفاف الجو يؤديان إلى تلف الجهاز كشفت نسرين العرباوي، طبيبة عامة، أن للتقلبات المناخية دورا أساسيا في التأثير على الالتهابات بالجهاز التنفسي، موضحة أنه يعد من أكثر أجهزة الجسم عرضة للالتهابات الفيروسية والبكتيرية خلال فصل الشتاء، وأضافت أن انخفاض درجة الحرارة وجفاف الجو يعرضان الغشاء المخاطي للجهاز التنفسي للتلف، ما يساعد على تكاثر الجراثيم. تفاصيل أكثر عن طبيعة التهابات الجهاز التنفسي ومسبباتها وسبل الوقاية منها في الحوار التالي: ما هي أبرز مسببات التهابات الجهاز التنفسي؟ تختلف الجراثيم المسببة لالتهابات الجهاز التنفسي باختلاف الجزء المصاب منه، أي الجزأين السفلي والعلوي، فالتهاب اللوزتين، ناتج بالأساس عن بكتيريا «ستريبتوكوك بيتا هيموليتيك أ»، كما من الممكن أن ينتج عن جراثيم أخرى أقل شيوعا وأقل خطورة.وغالبا ما ينتج التهاب القصبات الهوائية عن عدوى فيروسية، خاصة «فيروس الأنفلونزا أ، ب وج» و»فيروس باراأنفلونزا»، وبصفة أقل عن بكتيريات وفطريات مثل «كلاميديا» و»ميكوبلازم».ونجد جرثومة «موراكسيلا كاتارالس» بصفة خاصة لدى المدخنين. أما بالنسبة إلى الجراثيم المسببة للالتهاب الرئوي، فبالإضافة إلى الجراثيم المسببة لالتهاب القصبات الهوائية، نجد خاصة «البنوموكوك» و»هيموفيلوس أنفلونزا ب» و»ستافيلوكوك»، فيما ينتج التهاب الشعيبات القصبية الفيروسي للرضيع عن «الفيروس التنفسي سانسيسيال». ما هي أكثر الأعراض شيوعا لهذه الالتهابات؟ يعاني المصاب بالتهاب اللوزتين وانتفاخهما واحمرارهما، بالإضافة إلى صعوبة في البلع وألم في الحلق قد يصاحبه ألم في الأذن، فضلا عن حمى وألم في الرأس. أما بخصوص الزكام، فبعد الإصابة بفيروس الزكام يبدأ سيلان الأنف، وتكون الإفرازات المخاطية شفافة ثم يتحول لونها إلى اللون الأصفر أو الأخضر، غير أنه لا يستلزم أي مضاد حيوي لأنها تعتبر وسيلة طبيعية للمناعة. ومن الأعراض الأخرى للزكام، يمكن أن يظهر أيضا ألم في الحلق وبحة في الصوت، ثم عطاس وسعال وارتفاع بسيط في درجة الحرارة وألم في الرأس مع الإحساس بتعب عام. وتتمثل أعراض التهاب القصبات الهوائية الحاد في حمى لا تتجاوز °39، مع سعال جاف يتحول إلى سعال منتج للنخامة خلال بضعة أيام، وفي حال ظهور نخامة متقيحة فهذا يعني تطور المرض الفيروسي إلى مرض بكتيري، ما يستلزم استعمال مضاد حيوي بعد استشارة الطبيب.أما بالنسبة إلى الالتهاب الرئوي الحاد، الذي يعد الأكثر خطورة، فيعاني المصاب منه من ارتفاع مفرط في درجة الحرارة فضلا عن قشعريرة، وسعال وتسارع وصعوبة التنفس وكذا ألم في الصدر وإنهاك. ويتم التشخيص عن طريق الفحص السريري، كما تساعد الصورة الشعاعية للصدر واختبارات الدم على التشخيص الدقيق و النهائي للمرض. وتجدر الإشارة إلى أن الرضيع قد يتعرض إضافة إلى الأمراض السابقة الذكر، إلى التهاب الشعيبات القصبية الذي يتميز بسعال جاف وصعوبة في التنفس خاصة الزفير وأزير «,Wheezing»، فضلا عن سيلان في الأنف وقيء وصعوبة في الرضاعة وانتفاخ في الصدر.. وتكمن خطورة هذا المرض في ضرورة التشخيص المبكر لتلقي العلاج المناسب والوقائي حتى لا يتحول مع تكرار الأزمات إلى ربو. هل يمكن القول إن التهابات الجهاز التنفسي مرتبطة بالأساس بفصل الشتاء وبرودة الطقس أم أن ظهورها غير مرتبط بالتغيرات المناخية؟ في الواقع، تلعب التغيرات المناخية دورا مهما جدا في الإصابة بهذه الأمراض، إذ يعتبر الجهاز التنفسي من أكثر أجهزة الجسم عرضة للالتهابات الفيروسية والبكتيرية خلال فصل الشتاء، ذلك أن انخفاض درجة الحرارة وجفاف الجو، فضلا عن الانتقال من وسط دافئ إلى وسط شديد البرودة، عند استعمال مكيف الجو.. كل هذه العوامل تعرض الغشاء المخاطي للجهاز التنفسي للتلف، مما يساعد في تكاثر الجراثيم. هل هناك وسائل يمكنها أن تقي من خطر الإصابة؟ يبقى تجنب الإصابة بهذه الالتهابات أفضل من علاجها، ذلك أن الجراثيم التي تسبب كثيرا من أنواع التهابات الجهاز التنفسي تعتبر معدية، وتنتشر بواسطة السعال والعطاس. ويمكن الوقاية من الإصابة بهذه الأمراض عبر اتخاذ مجموعة من الإجراءات، من بينها غسل اليدين بشكل متكرر، وتفادي الاقتراب من الأشخاص المرضى، كما أنه على المريض استخدام منديل أثناء السعال والعطاس، واجتناب التكتلات البشرية (كالروض والمدرسة..) وذلك خلال فترة العدوى أي خمسة أيام الأولى من ظهور علامات المرض.وتجدر الإشارة إلى أنه تحدث بعض أنواع الالتهاب الرئوي، حين يكون الجهاز المناعي ضعيفا، لهذا ينصح بتتبع بعض السلوكات، للمحافظة على مناعة جيدة، في غياب أمراض فقدان المناعة، من بينها النوم لفترة كافية وتناول وجبات صحية متنوعة تحتوي على الخضر والفواكه الغنية بالفيتامينات، وعدم التدخين وعدم التعرض للتدخين السلبي ثم ممارسة الرياضة بشكل منتظم.ويشار إلى أهمية احترام اللقاحات المعتمدة في البرنامج الوطني للتمنيع لدى الأطفال، كما ينصح بلقاح الأنفلونزا لدى الأشخاص الأكثر عرضة للالتهاب الرئوي. أجرت الحوار: هجر المغلي* طبيبة عامة