نص جديد للقاص المغربي ينتسب إلى «سرديات إعادة الاختراع» صدر حديثا للقاص المغربي أنيس الرافعي نص جديد اختار له عنوان "مارستان الأقنعة"، عن منشورات "خطوط وظلال" بالأردن. وينتسب الإصدار الجديد للرافعي إلى "سرديّات إعادة الاختراع"، وفقا لتوليفة أسلوبية خلاقة بين الفنتازيا ذات الميسم العجائبي، ومحكيّات الحاضر الرؤيوي. ففي ظل "مجتمعات إعادة الاختراع" المعاصرة، قام البهلوان المُحدث، النرجسيّ، التافه، العمومي، ذاتيّ التكاثر، الباحث عن الذيوع على نحو هوسيّ، ولو على حساب كرامته وحرمته، بإعادة ابتكار صورته و هويته المعتلين في نُسخ بديلة ومستحيلة من نفسه الأمَّارة بالحماقة القصوى، حتى أصبحنا داخل مارستان هائلٍ للأقنعة السقيمة، تلك التي أفشت العصاب القهري لحيوات عدميّة وسلوكات عبثية . وحسب تحليقات أنيس الرافعي القادمة من مرجعيات التخييل العلمي، قد يسقط البهلوان من السماء، ثم يتحول بقدرة قادر إلى ضريح مقدس يحج إليه الناس من كل حدب وصوب، أو على الأرجح يصير شيطانا ذا جناحين يشارك في مسرحيتين لنفس المؤلِّف. ربّما، أيضا، يغدو له أنداد مُرقَّمون في متحف رسمي للسيمولاكر ، أو يصبح صورا مجتمعية وتاريخية ونفسية متزامنة في سيمياء تنويعات غرائبيّة على أقنعة اليرقات. ومما جاء على ظهر غلاف هذا الكتاب القصصي "وكانوا يساقون، فجر كلّ يوم، إلى مختبر تصوير متطوّر، داخل ردهات المارستان، كي تُلتقط لهم صور فوتوغرافيّة جديدة ، تظهر درجات التحات ومبلغ التلف، المتماديين في وجوههم الدميمة. الصُّور عينها، التي ما انفكُّوا يُعيدون عرضها عليهم، مضخمة باللَّونين الأبيض والأسود، عبر شاشة كبرى وسط السّاحة العامَّة للمارستان، على الأغلب إمعاناً في تعذيب البهلوانات نفسيا، وغلوا في تأزيم حالتهم (...) فما جرى داخل المارستان هو في الواقع تآلف لكافة الأقنعة البشعة، وما حدث هنالك قد حدث منذ زمن بعيد جدا، مستقرا بعقول البهلوانات الباطنة قبل إعادة برمجتها، حتى جاء هذا الزمن الرديء داخل هذا الفضاء بالذات، ثم تحقق تلاقي الأرواح الركيكة دون ترتيب أو معرفةٍ سابقين". وتجدر الإشارة إلى أن أنيس الراّفعي، كاتب مغربيّ مخلص لفن القصة القصيرة، عُرف باشتغاله على افتراضات التجريب، وتجربة التخوم مع الفنون الموازيّة. يمتلك في رصيده الإبداعيّ 30 كتابا. حاصل على جائزة "ناجي نعمان" الكبرى للاستحقاق الأدبي (2008)، وجائزة "غوتنبيرغ" الدوليّة للكتاب (2013)، وجائزة "أكيودي" الصينيّة (2014)، والجائزة الكبرى لشبكة القراءة في المغرب (2022). فاز بجائزة الملتقى للقصة العربية القصيرة بالكويت (2023). كما ترجمت نماذج من أعماله إلى الفرنسية والإنجليزية والبرتغالية والإسبانية والصربيّة والفارسية واليابانية. عزيز المجدوب