تميز الأسبوع الماضي بأحداث مؤلمة، شهدتها مصحة بالبيضاء سجلت بها ثلاث وفيات لحوامل، ما أثار استفهامات عديدة حول الأسباب والعوامل التي كانت وراء الفاجعة، بل وكان محط اهتمام لجنة التفتيش التابعة للصحة، قصد فتح تحقيق حول الموضوع. اللجنة نفسها انتقلت في دجنبر الماضي إلى مستشفى مولاي يوسف بالرباط، للتحقيق في قضية وفاة أربعة مرضى، بسبب انقطاع الأوكسجين، الناجم عن عطب في التيار الكهربائي، والذي أصدرت بعده الوزارة بلاغا حمل العديد من التناقضات، ولم يشف غليل أسر الضحايا، سيما أنه خالف ما سبق لشهود الإثبات أن عاينوه وراسلوا من أجله الوزارة. لجان الداخلية تنتظر دائما وقوع كارثة، نظير هلاك مرضى أو فقدانهم البصر، وتناقل الخبر عبر الإعلام المكتوب والمرئي، لتتحرك، ما يعيد السؤال حول المراقبة القبلية، التي من شأنها أن تحد من المشاكل وتنتج أسلوبا استباقيا لتحريك المياه الراكدة وتقويم الاعوجاجات التي سترصدها. وزير الصحة والحماية الاجتماعية، المعين إثر التعديل الحكومي لأكتوبر الماضي، حل بالمستشفى الجامعي ابن رشد، بعد شهرين من تقلده مهامه، وفي الوقت الذي كان فيه الجميع ينتظر أن يخرج الوزير، بعد مشاركته في أشغال الدورة العادية للمجلس الإداري، بقرارات تعيد الثقة للمرتفق، سيما أن المؤسسة نفسها عرفت طيلة السنوات الأخيرة موجة من الاحتقان، شملت العديد من الأقسام، ووفيات ظلت محط علامات استفهام، ونسبة إماتة غير طبيعية، عاد ليشنف الأسماع في كلمته للمناسبة، بتلك العبارات الرنانة التي تعزف على سمفونية "العام زين وكلشي موجود"، بينما الواقع يؤكد أن المرتفقين لا يجدون خدمة إجراء التحاليل بالمستشفى ويبحثون في أحيان أخرى عن حديد تقويم العظم خارج أسوار ابن رشد، ناهيك عن أنه بين الفينة والأخرى، يمتلئ فضاء قسم الولاة بالصراخ، نتيجة وفاة مشكوك فيها لحامل، نظير تلك التي ترك ملفها الطبي لدى شقيقتها خارج المستشفى تنتظر، قبل أن يخرج من القسم من يخبرها أن شقيقتها "الباقي الله". تحدث الوزير أيضا في كلمته للمناسبة، عن مجموعة من الامتيازات والمميزات، منها الريادة في زراعة الأعضاء، ولم يسأل الوزير عن عدد عمليات زرع الكلي، التي نجحت فعلا في 2024، وموقع المغرب المتأخر بين جيرانه في هذا المجال، وسبب هروب الراغبين في الزرع إلى مستشفى آخر، ضاعف أرقامه ما تم إنجازه من عمليات من هذا النوع بالمستشفى العمومي ابن رشد. الطبيب قد يخطئ، فهو يدخل في تعاقد مع المريض وأسرته عنوانه بذل العناية، وليس تحقيق النتيجة، أما الوزير، فليس مسموحا له أن يخطئ، لأنه قبل هذا وذاك، عليه أن يعتمد فريقا يضعه في الصورة حتى تكون خطاباته داخل السياق وليس خارجه. أما وأن يكون وضع الصحة في واد والخطاب في آخر، فذلك يعني أن ثمة من يحجب الحقيقة عن السيد الوزير. للتفاعل مع هذه الزاوية: mayougal@assabah.press.ma