مهاجرون بفاس سقطوا ضحايا إعادة بيع بقعهم

أسسوا جمعية "ما تقيش بلادي" وبعضهم فوجئ ببناء عمارات فوق أراض اقتنوها وعدلان ومنتخبون في قفص الاتهام ارتفع رقم ملفات النصب والاحتيال على الراغبين في اقتناء بقع أرضية أملا في امتلاك "قبر" لدنياهم يعفيهم تكاليف الكراء الباهظة، المعروضة على أنظار مختلف محاكم فاس، بشكل مثير للاستغراب والتساؤل، خاصة ببعض المناطق المفتوحة في وجه التعمير، نبتت فيها "مافيا" أتت على الأخضر واليابس وحولت حياة ضحاياها خاصة من العمال المهاجرين إلى جحيم وكابوس يومي لا يطاق.قضايا مختلفة لضحايا اشتروا بقعا ليفاجؤوا بها مبنية بعد أشهر من غيابهم، بعد الترخيص بذلك في ظروف غامضة وبتواطؤ مع منتخبين وموظفين بقطاعات مختلفة. بعضها نشر غسيله بقاعات المحاكم، ويهم عمليات تزوير ونصب طالت أراضي بمواقع المرجة وأولاد الطيب وعين الشقف وعين بيضا وما جاورها، ولم تسلم منها مساحات خضراء وأخرى مجاورة للمساجد والمجاري المائية. هذا الوضع دفع بعض ضحايا عمليات النصب، إلى تأسيس جمعية أطلقوا عليها اسم "ما تقيش بلادي"، وضعت نصب أعينها الدفاع عن منخرطيها المستولى على أراضيهم، كانت أولى خطواتها رفع عضو بها العلم الوطني وصورة الملك ووقوفه أمام البرلمان راجيا مقابلة الملك لفضح مافيا العقار بفاس، مهددا بتفجير قنابل موقوتة من العيار الثقيل، قبل أن يخضع إلى تحقيق من قبل جهات أمنية. طرق ملتويةابتدائية فاس نظرت في ملف ضخم من هذا القبيل، إثر شكايات تقدم بها 5 أشخاص اتهموا فلاحا وابن أخيه بمنطقة عين الشقف توبعا في حالة اعتقال، ببيعهم مساحات مختلفة قبل أن يفاجؤوا بإعادة بيعها لضحايا آخرين، ومنعهم وتهديدهم إن دخلوها، دون أن يجدوا طريقا لإنصافهم غير القضاء، فيما كانت خبرة تقنية منجزة، حاسمة بعد إنكار المتهمين للتملص من مسؤوليتهما وإبعاد تهمة النصب. ملفات مماثلة كانت دواوير بجماعة أولاد الطيب مسرحا لها، بعدما سقط مهاجرون ضحايا عمليات بيع أراض بطرق ملتوية ولأكثر من مرة، فيما كان فلاح ستيني أكبر ضحية بعدما فوجئ بالذي باعه نصف هكتار تقريبا، يرسم حدود 5 هكتارات ادعى شراءها منه بعقد مزور بعدما أوهمه بسخائه وحسن معاملته وثقته الزائدة فيه. لكن ذلك لم يكن إلا طعما للإيقاع به والسطو على تلك المساحة. قصص مؤلمة ومثيرة لعمال مغاربة مهاجرين بدول أوربية مختلفة، اقتنوا بقعا تحولت بقدرة قادر إلى عمارات سكنية في غيابهم، أحدهم توفي بسبب الحسرة على ضياع "شقا عمره" الذي أداه لامتلاك بقعة "لهفتها" مافيا العقار، وآخرون ما زالوا تائهين بين المحاكم لتأكيد أحقيتهم بالمستولى عليه من مساحات هامة خاصة ب"بلاد الوزانيين" بمنطقة المرجة، مضرب المثل في المجال.اللافت للانتباه في نسبة مهمة من تلك الملفات، تداول اسمي عدلين متابعين في أكثر من ملف قضائي بتهم النصب والتزوير للسطو على عقارات، شأنهما شأن مستشار بمقاطعة زواغة ضرب الرقم القياسي في توقيع المستندات المعتمد عليها في السطو على عقارات اقتناها ضحايا من أصحابها، واستعمل آخرون وثائق مشكوكا في صحتها، للاستحواذ عليها في غفلة من الجميع ودون وازع أخلاقي. أرض الوزانيين حطمت أرض الوزانيين الممتدة على نحو 27 هكتارا بمنطقة المرجة بمقاطعة زواغة، والمملوكة على الشياع، الرقم القياسي في عدد الشكايات المتعلقة بالنصب على بقع مقتناة بها، خاصة بعد صدور حكم نهائي بإنهاء حالة الشياع، انتهى باقتسام هذا العقار إلى70 قطعة أرضية موزعة بين الورثة، حسب الخبرة التي أنجزت وبنت المحكمة على ضوئها حكمها الصادر قبل سنوات. وما سهل عمليات النصب وترامي أشخاص على مساحات من هذا العقار والبناء فوقها، قبول المجلس الجماعي بشهادة اللفيف العدلي التي يبقى الحصول عليها سهل المنال، وثيقة أساسية لتسليم رخص البناء، ما اضطر الورثة إلى الشروع في تفويت عقاراتهم للبيع خوفا من الترامي عليها، وفسح المجال للفوضى التي نبتت من رحمها، مافيا اغتنت بطرق غير مشروعة بتواطؤ مع جهات أخرى. لذلك لم يكن غريبا في ظل هذا الوضع الشاذ، تسلم أشخاص غرباء بموجب لفيف عدلي مؤكد لشرائهم بقعة معينة، اقتناها غيرهم في ما سبق، لينشب نزاع بين طرفين على البقعة نفسها ليظل "العرف" سيد الموقف، ما فسح المجال لتحرير عقود بيع صورية تسجل في أسماء معينة للحصول على رسوم تلك القطع لدفعها في ملف طلب الترخيص في غفلة من المقتنين الأصليين الحقيقيين للعقار نفسه. ويبقى "السماسرة" والمنعشون العقاريون"، أكبر من سعوا لتمليك هكتارات من تلك الأراضي باعتماد "شهود اللفيف" لإثبات ملكيتهم لها، وبنائها مستغلين وجود أصحابها خارج أرض الوطن أو مقيمين في مدن أخرى، أو وفاة بعضهم وعدم اكتراث ورثة هؤلاء بتلك الأراضي، إذ يسعون إلى تمليكها بسرعة، قبل العمل على تجزيئها لتشييد إقامات سكنية ومهنية، أو إعادة بيعها لضحايا آخرين. حميد الأبيض (فاس)

مهاجرون بفاس سقطوا ضحايا إعادة بيع بقعهم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تتويج "إطار الليل" في مهرجان طنجة السينمائي

موثق ومالك شقة متهمان بالنصب في 300 مليون

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات