الحراسة مشددة أمام المدخل الرئيسي لمستعجلات ابن رشد يؤمنها 5 أفراد من الأمن الخاص، لا يسمحون بدخول أي شخص، إلا بعد الاستشارة والتأكد والتواصل مع الطاقم الطبي. الساعة الأولى في السنة الجديدة، مازال مرضى يتوافدون على أكبر مركز استشفائي في العلاجات الاستعجالية بإفريقيا، حيث وُضع الطاقم الطبي والتمريضي والتقني والأمني في أول اختبار له (تأمين أول رأس عام)، بعد افتتاحه قبل تسع أشهر. تمر الدقائق، ومازال ضحايا حوادث سير وكسر، وسكر مفرط، ومشاجرات و"ضرب وجرح"، ومرضى تعرضوا إلى أزمات صحية مفاجئة، ومرضى داء السكر والقلب والدماغ، يتوافدون على المسارات الصفراء والحمراء والبرتقالية التي تؤدي إلى المصالح المختلفة حسب الحالة ودرجة الخطورة. في قاعة الاستقبال، أمام شبابيك الأداء والاستعلامات، يعم الهدوء، إذ يلتزم كل مريض ومرافقه بدوره، حسب الحالة، متطلعا إلى شاشة ضخمة الذي تبرمج مواعد الدخول لدى الطبيب المختص. لا شيء يدعو إلى القلق حتى الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، باستثناء حالات بسيطة، "تم التكفل بها في مصلحة الإنعاش الضخمة التي تتسع إلى 27 سريرا، مجهزة بأحدث المعدات الطبية في مختلف التخصصات"، يقول محمد مهاوي، رئيس قسم المستعجلات. أظهر مهاوي، والطاقم الإداري المرافق له، كرما كبيرا في تقاسم عدد من النقاط والمعلومات عن استعداد الطاقم الطبي للية نهاية رأس السنة، مؤكدا أن الاختلاف يكاد يكون منعدما إلا في بعض التفاصيل الصغيرة، لأن القسم يشتغل بالوتيرة نفسها في أيام الأسبوع وعلى امتداد ساعات الليل والنهار دون انقطاع، حسب تعبيره. في مكتبه بالطابق الأول، قال البروفيسور مهاوي إن منظومة المستعجلات بالمركز الاستشفائي ابن رشد تمر من مرحلة انتقالية، معبرا عن تفاؤله في تجاوزها في أقرب وقت ممكن، نظرا للإمكانيات الضخمة المتوفرة اليوم (البنية التحتية، التجهيزات، المعدات، الأطقم الطبية والتمريضية والحكامة والتنسيق والالتقائية). وقال مهاوي إن 41 طبيبا في مختلف التخصصات مجندون ليلا ونهارا دون توقف في خدمة الوافدين، إضافة إلى 5 بروفيسورات رهن الإشارة، و160 ممرضا وتقنيا مقسمين إلى أربع فرق، مؤكدا أن المركز يوفر عددا من الإمكانيات وظروف اشتغال محفزة. في جدولة بمختلف مرافق "تروما سانتر"، الواقع على ثلاثة مستويات على مساحة تزيد عن 11 ألف متر مربع، يمكن الوقوف على تفاصيل منظومة استعجال متطورة ونوعية تستحق الاهتمام. يوسف الساكت