ترتيبات استباقية وتدخلات ليلة رأس السنة واعتقالات وحجز ممنوعات نجحت عناصر الشرطة والدرك في تحقيق المرور الآمن لليلة رأس السنة، بعد أن تمكنت من ضبط كل صغيرة وكبيرة، سواء قبيل بدء الاحتفالات، من خلال حملات أمنية استباقية أطاحت بمجموعة من الأشخاص، أو من خلال تدخلات لإيقاف المشتبه فيهم وحجز كميات من الممنوعات. "الصباح" رافقت عناصر الشرطة والدرك خلال جولاتها الليلية لتأمين احتفالات رأس السنة الميلادية. حفلات استثنائية بالبيضاء حضور أمني وازن بمقاربة جديدة أعدم الظواهر المشينة لحساب عائلات استمتعت بسحر الليل شكلت احتفالات رأس السنة الميلادية 2025 بالبيضاء الاستثناء، مقارنة مع السنوات الماضية، إذ ساد إحساس تام بالأمن العام لدى المواطنين دون تدخل مباشر للعناصر الأمنية، إذ تم الاكتفاء بنصب سدود قضائية بأهم مداخل المدينة والشوارع الرئيسية وتبني سياسة المراقبة عن بعد. في ليلة أول أمس (الثلاثاء)، انقرضت جميع السلوكات المشينة التي كانت تصحب هذه المناسبة، من عربدة للسكارى وسرقات بالنشل أو تحت التهديد والاتجار في المخدرات، إضافة إلى التحرش الجنسي، الذي كان يستهدف فتيات ونساء ولو كن رفقة عائلاتهن. بوسط المدينة، كان الوضع تحت السيطرة، فانتشار أفراد الشرطة والدراجين وحتى شرطة المرور، فرض على المنطقة هدوءا غير مسبوق، وهي المعتادة منذ سنوات على مشاهد العربدة والفوضى والعراك، سيما بعد إغلاق حاناتها في حدود الحادية عشرة ليلا، إذ تشهد أزقتها كرا وفرا بين السكارى ولصوص ومتشردين، نصبوا كمائنهم لاستهداف من بلغ حد الثمالة لسلبه ممتلكاته. كان حضور الفرقة الولائية السياحية وازنا، إذ كانت تتناسل أخبار عن اعتقال عناصرها لمروجين للكوكايين و"الشيرا"، بعد نصب كمائن لهم. بالشريط الساحلي عين الذئاب، خطف أطفال من مختلف الأعمار الأضواء، كان لهم حضور وازن رفقة عائلاتهم، وتواصل حتى بعد منتصف الليل بساعتين، في وقت كانت هذه المشاهد منعدمة، وحتى إن تجرأت أسرة على هذه الخطوة تلقى عتابا شديدا، لأنها غامرت بطفلها، في إشارة إلى أن المنطقة تشهد حوادث وصراعات كلما لعبت الخمرة برؤوس رواد الحانات والملاهي. الجميع بعين الذئاب يتجول بحرية واطمئنان على طول الشريط الساحلي، وفئة قررت الجلوس بالمقاهي ومحلات الوجبات الخفيفة في جو عائلي غير مسبوق بالمنطقة، ساهم في ذلك حضور وازن لرجال الأمن من مختلف الفرق الأمنية، إذ في الوقت الذي يتنقل رجال الشرطة مشيا، تتعاقب سيارة النجدة على المرور كل فترة وجيزة، وعلى استعداد للتدخل. هذا الإحساس بالأمن ولد لدى البعض شعورا بأن كأسي العالم وإفريقيا انطلقا بالمغرب، لحضور غير عاد لسياح من أوربا وآسيا ودول إفريقية من جنوب الصحراء، جلهم تزينوا بملابس أنيقة، وتجولوا بزهو وثقة كبيرة، ما دامت المنطقة مؤمنة بشكل غير عاد. هذا التغيير الجذري أثار حفيظة حارس سيارات، إذ امتزج لديه شعور بالارتياح والاستغراب في الوقت نفسه من الهدوء الكبير بمنطقة عين الذئاب، التي كانت حسب قوله تشهد احتقانات في السابق، تبدأ أمام أبواب الحانات والملاهي، وتنتهي في الشارع العام، إلا أنه حاليا انتهى زمن الفوضى، حسب قوله. وبينما كان المغاربة والأجانب يحتفلون داخل الحانات والملاهي في أمان، فضل حشد كبير من الأفارقة من دول جنوب الصحراء المشاركة في قداس ديني بكنيسة شهيرة بشارع الزرقطوني، تحت حماية أمنية خاصة. وبعد الانتهاء، تولت فرق أمنية توفير الأمن لهم، إلى درجة أن شرطيا تطوع لإلزام سيارات أجرة صغيرة بنقل عدد منهم لوجهته، في حين توجه حشد آخر مشيا صوب منطقة "لاجيروند"، حيث يقطنون في أمان، رغم أن الساعة تشير إلى الثانية صباحا. مصطفى لطفي