أخرج شح مياه الشرب سكان دوار المغاريد بجماعة سيدي امحمد بلحسن بتاونات، للاحتجاج في مسيرة غاضبة قطعت عشرات الكيلومترات في اتجاه عمالة الإقليم، التي اعتصموا أمام مقرها للفت انتباه السلطات الإقليمية لمعاناتهم اليومية لتوفير قطرة ماء في عز الشتاء، في ثاني احتجاج لهم بعد مسيرة الصيف. وأعقب اعتصام المحتجين ومنهم أطفال ونساء، أمام العمالة، سيرهم في مسيرة غاضبة جابت شوارع تاونات، ورفعت خلالها شعارات ولافتة تطالب بتوفير الماء الصالح للشرب لسكان الدوار وفك العزلة عنه وتوفير البنية التحتية اللازمة، متهمين مسؤولي الجماعة بالتقاعس في إيجاد حلول لمشاكل عالقة يعانونها منذ سنين. احتجاج السكان على واقع العطش والتهميش، جاء بعد ساعات قليلة من اختتام فعاليات مهرجان التبوريدة وموسم سيدي امحمد بلحسن على إيقاع الهيت وطلقات البارود، نظمته جمعية يرأسها نجل رئيس الجماعة برلماني تجمعي سابق يشغل رئاسة المجلس الإقليمي لتاونات ومجموعة الجماعات التعاون والمجلس الإداري لوكالة سبو. حناجر سكان أضنتهم ندرة مياه الشرب حتى في عز الشتاء، صدحت بشعارات استغربت "الرقص على مواجعهم" بتنظيم مهرجان وموسم مكلفين ماديا، دون إيلاء مشاكلهم اهتماما وتركهم يواجهون مصيرهم غير المحسودين عليه، متسائلين عن جدوى البهجة والنشاط على نغمات الموسيقى وطلقات البارود وهم "يموتون عطشا". صيحات غضبهم تكررت في وقفات ومسيرات وعرائض احتجاجية لم تنفع في وقف معاناة يومية مؤرقة يتجرع الأطفال والنساء والبهائم مرارتها بتنقلهم للتزود بمادة حيوية من أمكنة بعيدة عن دوار بجماعة قروية يرأسها منذ عقود تجمعي مسن ينوب عنه ابناه، وثالثهم يرأس مجلسا إقليميا، ورابعهم يرأس جماعة تيسة المجاورة. جماعة سيدي امحمد بلحسن بتيسة تداولت نقطة متعلقة بالماء الشروب في جدول أعمال دورتها الأخيرة لأكتوبر الماضي، و"وافق أعضاؤها على التذكير بمآل صفقة متعلقة ببناء 15 نافورة عمومية بتراب الجماعة"، في انتظار تفعيل الوعود العسلية في الواقع وليس فقط في خرجات "شفوية". ح. أ (فاس)