الهجرة… سوء الفهم الكبير

يعتقد العديد من المواطنين أن الهجرة ستمكنهم من العيش عيشة رغدة، لكن العديد منهم يفاجأ بالواقع الصعب ليجد نفسه مضطرا إلى تحمله وتحمل الغربة معه أو العودة بخفى حنين إلى أرض الوطن. العديد من الأطر تخلت عن الراتب السمين والعيشة الرغدة في أرض الوطن، وهاجرت إلى أوربا أو كندا بداعي البحث عن حياة أفضل، أو على الاقل تأمين تمدرس مجاني للأطفال وخدمات طبية جيدة، ومردود مالي جيد، قبل أن تكتشف الوجه الآخر للمعاناة مع عدم تأقلم الأبناء وصعوبة إيجاد عمل بالمواصفات نفسها التي كانت بالمغرب، زيادة على ضعف الخدمات الطبية وزيف مجانية التمدرس، لتقرر العودة إلى أرض الوطن. لم تنجح كل التجارب، خصوصا في صفوف الأطر، إذ أن العديد منهم عادوا بعد أن اكتشفوا أن حياتهم لن تتغير كثيرا عما كانت عليه في المغرب. بعيدا عن الأطر قد يجد بعض الذين هاجروا من الموظفين البسطاء أو العاملين في القطاع الخاص براتب متوسط ضالتهم في أوربا، لكن بعد توالي السنوات يكتشفون أن راتبهم في المغرب يساوي راتبهم في فرنسا او إيطاليا او اسبانيا، إذا ما قارنا المدخول مع النفقات المرتفعة الخاصة بكراء شقة واقتناء الحاجيات الأساسية وتحمل مصاريف العودة إلى المغرب كل سنة، بعضهم يعود وآخرون يفضلون مواصلة الرحلة، التي تبدو آفاقها غير واضحة. العديد من الحالات التي فوجئت بواقع البلد المضيف نسردها في هذا الملف، وضمنها مهاجرون أصبحوا يجدون صعوبة في إجراء عمليات جراحية بدول مثل إيطاليا أو فرنسا أو حتى كندا، بالنظر إلى طول مدة الانتظار، إذ أن منهم من اضطر للعودة إلى المغرب من أجل إجراء عملية إزالة "الجلالة" بعد أن أخبر بضرورة الانتظار لما يزيد عن السنة. عائدون من أوربا للعلاج مغاربة اضطروا إلى الرجوع لبلدهم للتطبيب والاستفادة من الخدمات الصحية كان حلم كل مريض، قبل سنوات، السفر خارج المغرب، والاستفادة من خدمات مستشفيات أوربا، لأن قطاع الصحة هنا يعاني الويلات وقد يصعب الولوج إلى المؤسسات الاستشفائية دون "معارف". لكن، اليوم، تغير الوضع، وصار العديد من مغاربة الخارج، يفضلون العودة إلى بلدهم لإجراء العمليات الجراحية والاستفادة من العلاج، بعدما تحولت "جنة أوربا" إلى "جهنم وردي". حلم الكثير من المغاربة بالسفر إلى بعض الدول الأوربية للعلاج، بدأ يتبخر، لأن هناك أيضا، من الصعب الحصول على مواعيد في أقرب وقت، والأكثر من ذلك أن العديد من المرضى المقيمين في بعض الدول، صاروا مضطرين إلى الانتظار أشهرا طويلة لإجراء عملية جراحية، أو حتى للاستفادة من فحص طبي. "إنه الواقع الذي صار الكثير من مغاربة العالم يتخبطون فيه، وهو ما يجهله الذين يحلمون بالهجرة "، تقول ابنة امرأة من مغاربة الخارج، قبل أن تضيف أن والدتها والتي تقيم منذ سنوات طويلة بإيطاليا، اضطرت إلى العودة للمغرب لإجراء عملية جراحية، بعدما تعذر عليها ذلك في مكان إقامتها. تقول الابنة إنه كان من الصعب على والدتها أخذ موعد "قريب" لإجراء العملية، رغم أن حالتها الصحية كانت تستدعي الخضوع لها في أقرب وقت ممكن، فلم يكن أمامها أي حل سوى حمل حقائبها والعودة إلى المغرب لإجراء العملية، دون انتظار الموعد في إيطاليا. يعتقد الحالمون بالهجرة والعيش بين الأوربيين، أنهم سيكونون في أحسن الأحوال هناك، وستقدم لهم الخدمات الصحية على طبق من ذهب، ولن يشتكوا تأخر مواعيد زيارة الطبيب، لكن الواقع غير ذلك، وهو ما تؤكده حكايات مغاربة عادوا من أوربا نحو بلدهم من أجل التطبيب. يقول الحاج الحسين، إنه كان أمام فرصة العودة إلى فرنسا من أجل العلاج، لكنه فضل أن يظل هنا في المغرب "كان من الممكن، بعدما تدهورت حالتي الصحية، أن أعود إلى فرنسا، باعتبار أنني قضيت فيها سنوات طويلة، من أجل العلاج، فالقوانين تخول لي ذلك، لكن فضلت البقاء في المغرب، وتجنب انتظار مواعيد الطبيب"، حسب تعبيره. يقول الحاج الحسين إن المغرب صار اختيار الكثير من مغاربة العالم للتطبيب "على الأقل هنا يمكن الاستفادة من خدمات القطاع الخاص، دون "تكرفيص" مستشفيات أوربا"، مشيرا إلى أن الكثير من المغاربة يعتقدون أن الخدمات التي تقدم في أوربا لا تضاهي التي تقدم هنا "برهن المغرب أنه أيضا قادر على تقديم خدمات صحية في المستوى، وصار ينافس أكبر الدول الأوربية"، حسب تعبيره. إيمان رضيف

الهجرة… سوء الفهم الكبير

مغاربة عادوا بعد أن اصطدموا بواقع مختلف وآخرون يفضلون التطبيب بالمغرب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الكوكب يطلب اللجوء بالزمامرة

بونكات ينتقل إلى ليبيا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات