عادل الميلودي غاضب. السبب الموجة الجديدة من الأغاني "المغربية" التي حققت رواجا لم يسبق له مثيل محليا وعربيا، بدءا من "نتي باغية واحد" إلى "عطيني صاكي باغا نماكي".هذه الأغاني استفزت "فنان الشعب" وجعلته يخرج عن طوعه ويصف مغنيها ب"البوكيمونات"، في أغنية حملت عنوان "كاع وليتو تخربقو".لم يكتف الميلودي بهذا فقط، بل وصف كلمات الأغاني بأنها "معفنة" واتهم أصحابها بالإساءة إلى الفن والسقوط بمستواه إلى الدرك الأسفل، داعيا، في أغنيته نفسها، إلى النهل من التراث بدل التغني بالإيقاعات الخليجية، التي يبدو أنها ليست على هوى صاحب "السن يضحك للسن والقلب فيه الخديعة".وإذا كان الميلودي الذي عرف بأغنية "وا حايد آ الميلودي وا حايداه" التي شكلت صدمة للوسط الفني في فترة إطلاقها، قبل أن تتوالى "مقطوعاته" الغنائية التي لا تشبه أحدا غيره مثل "ماطايني يا ما طايني الليلة بايتين فالرومايني" و"كلشي فايت آ الشمايت" و"بردوخي دوخا" و"كيليميني" وغيرها من "الخالدات"، خرج عن طوعه ولم يستطع أن يصمت أمام ما يقع للأغنية المغربية من "انفلات"، فلا عجب أن يخرج فنانون آخرون من أصحاب "الثقالة" و"الرزانة"، خرجة "بعقلها" ويطلقوا سهام نقدهم عبر الجرائد والمواقع الإلكترونية و"فيسبوك"، على الموجة السائدة من الأغاني، فاعتبرها البعض منحطة وصنفها آخرون ضمن "قلة الحيا"، ومنهم من فضل "تقشيرها" في السهرات والحفلات الخاصة لأنه لا يملك الشجاعة والجرأة للجهر برأيه أمام العموم.ومهما اختلفت الآراء حول هذه الأغاني، يبقى النقاش الذي أثارته في ساحتنا الفنية الراكدة، صحيا. ويبقى مشهودا لها أنها استطاعت أن تفرض نفسها ليس فقط محليا، بل تعدته إلى أسواق عربية لم يكن الفنان المغربي "كا يضيم" أمام جبابرتها المصريين واللبنانيين والخليجيين... من كان يتخيل مثلا أن "بلبل الأغنية الخليجية" نبيل شعيل، وهو من هو في الكويت والخليج، يعيد في جلسة خاصة أداء "نتي باغيا واحد"، وهي لفنان مغربي استطاع بمجهوده الشخصي أن يحلق في سماء النجومية التي كانت حكرا على غير المغاربة.سعد لمجرد اليوم اسم له مكانته في الساحة الفنية العربية، ليس فقط بفضل "نتي باغية واحد"، بل بفضل مجموعة من أغانيه الجميلة والرومانسية التي استحق فعلا عنها لقب "خوليو العرب" مثلما أطلق عليه الكبير إلياس الرحباني.المثيرة للجدل أن "عطيني صاكي"، استطاعت في ظرف أقل من 20 يوما أن تبلغ 3 ملايين مشاهدة عبر موقع "يوتوب"، لتصنف صاحبتها زينة الداودية ضمن أشهر المغنيات المغربيات في العالم، أراد من أراد وكره من كره.لا يحق اليوم لأحد مهما بلغ شأنه في المجال الموسيقي أن يعلن نفسه وصيا على الأغنية المغربية. لا يحق لمغني "الكريمات" الذين توقفوا عن الإنتاج سنوات واحترفوا البكاء على الأطلال، أن يهاجموا شباب اليوم تحت مسمى الأخلاق وما جاورها...في مصر، يستمعون إلى شعبولا وسعد الصغير مثلما يستمعون إلى أنغام وشيرين عبد الوهاب. في لبنان، تتسع الساحة لهيفاء وهبي ومروى ونانسي مثلما تتسع للقديرة ماجدة الرومي والعظيم ملحم بركات. الأمر نفسه تجده في كل العالم، إلا في المغرب، "ما يديرو، ما يخليو بنادم يدير".الموجة الجديدة من الأغاني حققت نجاحا وأثبتت أن أصحابها على صواب... نقطة إلى السطر... "سالينا".