بلاغ اختفاء يكشف قتل مهاجرة

لم تكن عناصر من المركز القضائي التابع للدرك الملكي بالجديدة، تعتقد وهي منهمكة في فك لغز جريمة حرق جثة امرأة بتراب الحوزية، وسط صخب رأي عام هزته بشاعة الطريقة التي نفذ بها فاعل تفاصيل محاولة طمسه جرمه المشهود، أنه ارتباطا بذلك سيكون بلاغ اختفاء لفائدة العائلة، سببا في كشف جريمة ثانية، راحت ضحيتها مهاجرة مغربية تشتغل بإسبانيا وتتحدر من الجديدة. صوبت المعلومات الأولية حول الضحية الثانية، أصابع الاتهام إلى مسير مطعم شهير بالجديدة، كانت على علاقة صداقة به وشوهدت معه ساعات قبل اختفائها. جريمة أولى بالحوزية في ذلك الصباح الباكر من منتصف دجنبر 2023، عثر مستخدم كان في طريقه إلى عمله بمنتجع سياحي بالحوزية، على نار مشتعلة، ولما اقترب منها هاله منظر بشع، يتعلق ببقايا عظام تحترق بألسنة لهيب، وعلى التو توجه نحو مسجد دوار المناصرة 1 بتراب جماعة الحوزية، واستنفر مصلين وتوجه الجميع إلى مكان حرق جثة مجهولة الهوية. وتم إخبار شيخ الدوار المذكور الذي ربط الاتصال بدرك الجديدة، وبحلولهم أبعدوا المتحلقين، وحصنوا مسرح الجريمة النكراء، وتأكدوا من خلال فريق الشرطة العلمية، أن الأمر يتعلق فعلا بفعل جرمي توخى الضالع فيه، طمس معالم جريمة قتل سابقة، وأن الأبحاث سارت في هذا الاتجاه المذكور. وحشدت لذلك جهود أمنية مضاعفة مسنودة بحضور خمسة أفراد من الفرقة الوطنية، قدموا من الرباط لتسريع الوصول إلى الجاني . جريمة ثانية بحي السلام بخصوص الجريمة الأولى أكد شيخ دوار المناصرة، أنه لا يوجد أي بلاغ بحث عن امرأة مختفية، وأن الضحية غريبة عن المنطقة، وهو ما قوى قناعة أنه يتعين مراجعة جميع البلاغات التي تقدم بها أشخاص في البحث عن مختفين، خاصة النساء. وبينما المحققون يستنطقون كل الأدلة التي بين أيديهم، تقدمت لديهم عائلة من الجديدة، وأفادت بأن ابنتها البالغة من العمر ثلاثين سنة، خرجت من المنزل وانقطعت أخبارها منذ أكثر من أربعة أيام. ومدت العائلة رجال الدرك بمعلومات عن أنها كانت على علاقة صداقة مع مسير مطعم شهير بالجديدة، وأنه يسكن بعمارة عثمان بحي السلام. وبتعليمات من النيابة العامة انتقل المحققون نحو الشقة المذكورة، وبعد طرق بابها عدة مرات لم يتلقوا أي رد من داخلها، ركبوا رقم مسير المطعم مالك الشقة لكن هاتفه كان باستمرار غير مشغل، وبأمر من الوكيل العام جرى اقتحام الشقة، وكانت الفاجعة صادمة لما عثر على المهاجرة جثة مضرجة في بركة من الدماء، وأن الجاني عمد إلى ذبحها بأداة حادة، وبطريقة وحشية تنم عن تفريغ انتقام كان دافعه إلى ارتكاب فعلته الشنيعة. استثمار أدلة جنائية تم استجماع كافة الأدلة الجنائية، ومنها مزهرية مكسرة رجح استخدامها في القتل، وعلبة سجائر وقنينة خمر أبيض، ربما أثثت ليلة بين "عادل وعديلة" التي زارته مباشرة بعد عودتها من طنجة التي قضت فيها ثلاثة أيام. وعاين المحققون قطرات دم متناثرة نحو صالون الشقة ومطبخها، وبعد ذلك آمن المحققون بأن اختفاء عادل، يؤكد بدون شك ضلوعه في القتل، وعلى خلفية ذلك، تمت مراجعته في عمله فتأكد فعلا غيابه. وبتعليمات نيابية، تم إغلاق الحدود في وجهه، وعممت مذكرة بحث عنه على الصعيد الوطني، وبوشر الاستماع إلى مقربات من الضحية، أفدن بأنها كانت مغرمة به، وليست لها أي علاقة بشخص آخر، وأنها كانت تغار عليه وهو ما كان مصدر بعض الخلافات بينهما من حين إلى آخر، بينما أكدت ابنة شقيقة الضحية، أنها لم يسبق أن أسرت لها بأن عادل يهددها بالقتل، وختمت تصريحها للدرك، بأنه يبقى وحده من يمكن أن يقوم بقتلها. الفصل بين الجريمتين فصل المحققون بعد يوم واحد، بأن لا علاقة لجريمة الحوزية بجريمة السلام، سيما بعد استنطاق كاميرات بمحيط إحراق جثة الحوزية وأيضا تتبع مسار سيارة زرقاء داكنة استعملت في ذلك، عبرت شوارع طريق مراكش وجبران خليل جبران، ثم طريق البيضاء، دون أن تكون انطلقت أو عادت إلى عمارة "عثمان"، حيث عثر على عديلة مقتولة، وتأسيسا على ذلك سار البحث في مسلكين مختلفين، وقاد أولا إلى وضع اليد على مشعوذ بدوار الغضبان بمولاي عبدالله، هو من صفى خليلته ثم حمل جثتها إلى حيث أحرقها، وقام بتمثيل جريمته وحوكم بالمؤبد ابتدائيا واستئنافيا، بينما دلت مؤشرات على أن مسير المطعم غادر إلى خارج الحدود الوطنية، وأن الأمر باعتقاله وتقديمه للعدالة ما يزال ساري المفعول . عبد الله غيتومي (الجديدة)

بلاغ اختفاء يكشف قتل مهاجرة

الدرك عثر بالصدفة على جثتها بشقة بحي السلام بالجديدة والمتهم مسير مطعم شهير

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عندي ما يكال

إيقاف مروجين لـ"القرقوبي" بخنيفرة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات