القضية شكلت نقاشا بين النشطاء واستأثرت باهتمام الباحثين والمهتمين لتعزيز الانتماء شكلت قضية الهوية موضوعا يتصدر نقاشات نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ويتم تسليط الضوء عليها إعلاميا لدق ناقوس الخطر الذي يتهدد جيل الغد، قبل أن يدخل على الخط أكاديميون ومفكرون وأستاذة مختصون وباحثون في المجال، في محاولة لإخضاع الهوية الوطنية لمجهر يروم تصحيح المغالطات ومعرفة الحاجيات وتطوير مقومات وإرث غني يمكن من القضاء على تنافر يبعد الهوة بين الأجيال. واعتبر شباب اليوم أن الهوية الوطنية التي تشكل مبعث افتخار وإرثا لا يقدر بثمن، تحتاج موازاة مع جهود ترسيخها إلى مصالحة مع شباب لا ينفك عن المطالبة بضرورة مواكبة تطلعاته وطموحاته. شباب يحتاج لمن يحتضن أفكاره ويطورها ويؤمن بأحلامه، حتى لا يظل خارج السياق لأنه أضحى مرتبطا بالماديات والأولويات التي يعتبرها جيل الأمس كماليات. من جانبه، اعتبر عمر إسرا، رئيس منظمة "جيل تمغربيت"، أن وسائل التواصل الاجتماعي تشهد استقطابا حادا حول الهوية الوطنية، بمنطق النزاع والتنافر. استقطاب، عوض أن يؤطره المثقف في اتجاه إيجابي، في اتجاه التنوع الذي يغني وحدتنا، انخرط هذا الأخير في سرد خطاب "استئصالي" يتجاوز دفوعات العامة. وأوضح إسرا في تدوينة على حسابه الرسمي "فيسبوك"، أن الهوية الوطنية يؤطرها الدستور والتاريخ و الواقع، و"عراقة الوطن من عراقة هويتنا التي تمتد لأكثر من 10 آلاف سنة، بل أكثر من ذلك، وصولا لإنسان "إيغود"، مشددا على أن المغاربة نبتوا فوق هذه الأرض المباركة منذ قرون، تأثروا وأثروا في مختلف الثقافات التي لقحت هويتهم الأصلية، ويبقى جوهر المغربي واحدا لا يتغير. وفي أفق نقاش التخوفات المرتبطة باستلاب شباب اليوم في ظل الانفتاح على الثقافات الغربية وهوس الهجرة إلى الخارج، قلل عمر إسرا من حجم القلق، موضحا أن المغربي هو ذلك الإنسان الذي عاش فوق هذه الأرض منذ "إيغود"، فمن واجبه الافتخار بكل مراحل التاريخ التي عاشها الوطن وصولا إلى "إيغود"، وبالجذور القوية التي تربط روحه بأعماق هذا التراب، بعمقه الإفريقي وامتداده المتوسطي، بعيدا عن الاستلاب الذي يسعى جاهدا لجعل هذه الأرض حاشية و هامشا، تاريخيا وثقافيا وحضاريا. وأضاف رئيس منظمة "جيل تمغربيت"، "قيمة التعايش و الانفتاح التي تميز شعبنا، هي التي جعلته يتبنى اللغة العربية إلى جانب الأمازيغية الأصلية، بدون مركب نقص، وساهم في تطويرها، ونشر بها الإسلام جنوبا وشمالا، وألف بها كتبا في الدين والاجتماع و التاريخ والرياضيات وغيرها، وانخرط في سيرورة تثاقف فريد أنجب لنا الدارجة المغربية، كمجال توارد بين اللغتين الأمازيغية والعربية، وكذلك الأمر بالنسبة للحسانية." وختم رئيس منظمة "جيل تمغربيت"، رسالته إلى الشباب بالقول "فليكن هذا الانتماء فخرا نورثه للأجيال القادمة، ومناعة تقيهم من الاستلاب شرقا و غربا، لكنها تعلمهم أن قيم الأجداد تحث على الانفتاح على كل الثقافات و تقبل كل الأديان و المعتقدات، وصولا إلى الانخراط السلس في الحضارة العالمية، وفي القيم الكونية، دون فقدان خصوصياتنا المجيدة." محمد بها