القاضية المتقاعدة: لم أنو المس بالقضاء

أجلت هيأة الحكم بالمحكمة الزجرية عين السبع بالبيضاء، أول أمس (الخميس)، جلسة محاكمة القاضية السابقة (م. ع)، إلى 12 شتنبر الجاري، لاستكمال المرافعات، استجابة لملتمس أحد محاميها منحه الفرصة للاطلاع على كافة تفاصيل الملف وضمان الإعداد الجيد له، بعدما تم تنصيبه ليكون ضمن هيأة الدفاع. وشهدت الجلسة التي احتضنت أطوارها القاعة 8، نقاشا بين القاضي ودفاع المتهمة، بعدما أصر القاضي على ضرورة المرور إلى المرافعة، مراعاة للوضعية الصحية والاجتماعية للمتهمة التي لا تحتمل تأخير القضية، وكذا نظرا للإضرابات التي لا تسمح بالتأجيل. وكشفت القاضية المتقاعدة في أول ظهور لها بعد تلقيها العلاج، وهي تمثل أمام هيأة المحكمة على كرسي متحرك وتتحدث بصعوبة، أنها لم تكن تسعى إلى المس بمؤسسة القضاء، وإنما كانت تهدف لإسماع صوتها للجهات المختصة لإنصافها في قضية العقار الذي يعود لوالدها، بعدما استنفدت كافة الطرق وطرقت جميع الأبواب. وأضافت المتهمة المتابعة في حالة اعتقال بتهم، ضمنها بث وتوزيع ادعاءات ووقائع كاذبة، بهدف المس بالحياة الخاصة للأشخاص والتشهير بهم وإهانة رجال القضاء وتحقير مقررات قضائية، أنها وضعت الشكايات لدى جميع المصالح المختصة دون جدوى، قبل أن يُحال الملف على محكمة النقض، ما أدخل الشك في نفسها لتبدأ عملية البحث والتقصي لكشف ملابسات ملفها الشائك. وكشفت القاضية المتهمة، التي شرعت في بسط تفاصيل قضيتها التي تحولت إلى قضية رأي عام، جوابا عن سؤال رئيس الجلسة، هل المسطرة التي باشرتها محكمة الاستئناف غير سليمة في نظركم هي التي أثارت حفيظتك، (كشفت) أن الوسواس تسرب إليها ما دفعها للخروج في أشرطة فيديو، مضيفة "آه بقى فيا الحال بزاف وتفاجأت بقرار لم ينصفني". وعلاقة بشريط الفيديو المتسبب في اعتقالها، شددت القاضية المتقاعدة، على أنها وثقت الفيديو الأول، إلا أنه لم يسفر عن أي نتيجة لتخرج بآخر، قبل أن تقوم بتسجيل الشريط الثالث الذي قررت حذفه وعدم نشره، قبل أن تتفاجأ في صباح اليوم الموالي بتداوله من قبل قناة إلكترونية التي تكلفت بنشره، مضيفة "ولكن لا علم لي كيف تم وضع اليد على الفيديو". وجوابا عن سؤال القاضي حول إن كان التعبير قد خانها حينما تلفظت بتعابير تمس القضاء، أجابت القاضية المتهمة بالتأكيد، قبل أن تنتقل لكشف واقعة تعرضها لمحاولة اختطاف، مشددة على أن هناك سيارتين طاردتاها، في حين صدمتها السيارة الأولى ولا تتذكر لوحة ترقيمها التي كانت جديدة وتحمل رمز "دوبل في". وبعد إصرار القاضي على الانتقال إلى المرافعة وعدم التأجيل، كشف محمد كفيل دفاع القاضية المتهمة، أنه مع احترام مؤسسات القضاء لا يعتقد أن موكلته ستسمح بإهانة رجالات القضاء، وإنما خانتها التعابير في لحظة قلق وخوف وغضب أثناء استنجادها لإنصافها، مشددا على أن ما جاء في الفيديو المتسبب في اعتقالها، هو طريقة تعبير لأن الملف عرف منحى آخر يعتبر غير طبيعي. وأضاف المحامي كفيل "القاضية المتقاعدة لم تقصد إهانة رجال القضاء ومازالت تفتخر بالانتماء إلى الجهاز، وهو ما يجعلنا نناديها بالأستاذة، لا نريد تمييزا بين المواطنين، وإنما نرغب في إنصافها وانفراجا لملفها، سيرا على خطى صاحب الجلالة، الذي عفا عن عدة أشخاص توبعوا لآرائهم وأقوالهم. وتميزت جلسة محاكمة القاضية المتقاعدة بتعامل إنساني، من قبل رئيس الجلسة الذي كان يحرص على إراحتها بين الفينة والأخرى، نظرا للإرهاق الذي كان باديا عليها وصعوبة تحدثها بصوت مرتفع ولمنحها فرصة لشرب الماء، وكذا أمره بتنقيلها من "قفص المتهم" الذي مثلت وسطه وهي على كرسي محرك وتقريبها أمام هيأة الحكم قائلا "بغيناك تهضري مرتاحة باش ما تبقايش تمحني"، قبل أن يختم القاضي بمشهد مؤثر حينما منحها الفرصة لعناق ابنيها اللذين شرعا في البكاء، وهما يعانقان والدتهما المريضة، المتابعة في حالة اعتقال. محمد بها

القاضية المتقاعدة: لم أنو المس بالقضاء

ظهرت على كرسي متحرك وتحدثت بصعوبة ورئيس الجلسة منحها الفرصة لعناق ابنيها

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الدخول المدرسي... حرب الاستنزاف

الحنين إلى الماضي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات