الباحث عبد الرحمن زكري يترجم كتاب الفيلسوفة الفرنسية كاترين مالابو أصدر عبد الرحمن زكري، المترجم والباحث ترجمة لكتاب "الفلسفة والزمان"، لمؤلفته كاترين مالابو، الفيلسوفة الفرنسية، والتي تتناول فيه بالدراسة مفهوم الزمان، وتفكيك لغزه بكل ما يحمله من دلالات وأبعاد، من زاوية فلسفية. وتعتبر كاترين مالابو، أستاذة للفلسفة في مركز الأبحاث في الفلسفة الأوربية الحديثة، بجامعة كينجستون بالمملكة المتحدة، كما تدرس أقسام الأدب المقارن واللغات والدراسات الأوربية في جامعة كاليفورنيا في إيرفين، وقد أغنت الكتابة الفلسفية، بعدد من المؤلفات آخرها، التخلق والعقلانية، والذكاء...من الذكاء إلى الذكاء الاصطناعي، والمتعة الممحية... البظر والتفكير. يقول أحمد قاشى، أستاذ الفلسفة، في مقدمة الكتاب، الذي ترجمه عبد الرحمن زكري، إن مقولة الزمان، بوصفه تجربة، قد تبلورت في الثقافات والأساطير والديانات واللاهوت والفلسفات الكبرى كاستجابة لمحاولة فك لغز الزمان ذاته بكل ما يحمله من دلالات وجودية واجتماعية، في علاقتها مع تأمين شروط العيش ومواجهة نوائب الدهر واستكناه سر الموت ورهبته وسبر غور الخلود. لقد مكننا عبد الرحمن زكري، يقول قاشى، المترجم والباحث المتمكن من لسان وفكر وموضوع مؤلف "الفلسفة والزمان"، من متابعه رحلة صاحبته حتى القبض على مفهوم الزمان، لا كوعاء فارغ تصب فيه الأحداث، كما دأب الحس المشترك على تداوله، بل باعتباره كيفية من كيفيات الواقع الدالة على علاقاته الكينونية، وتاريخيته وزمانيته. لقد اهتمت كاترين مالابو بالكشف عن طريقتها في إعمال النظر في مفهوم الزمان من زاوية فلسفية وعلمية، تفاديا للاستسلام لإغراء تأصيل هذا المفهوم عن طريق اللجوء إلى التجربة الذاتية المشحونة بالهياج العاطفي، أو اللوذ بمداخل جاهزة من قبيل الاكتفاء بإثارة التقابل بين الزمان الذاتي، والزمان الموضوعي أو بين الزمان المعيش، والزمان التاريخي، أو محاولة توضيح التساؤل الفلسفي، حول الزمان باللجوء إلى حقول خارج- فلسفية كالأدب والموسيقى والتصوير الفوتوغرافي. واصلت مالابو السير نحو استكشاف مسارات الزمان، كأفق للسؤال الفلسفي والعلم باستحضار ثلة من إسهامات، وثيقة الصلة بموضوعها، لفلاسفة قدامى وآخرين من العصر الحديث ولفلاسفة معاصرين، وباحثين في ميدان الفلسفة ولعلماء وشعراء. وقد يكون الغرض أيضا من هذه التنبيهات المنهجية، التي ساقتها مالابو هو استجلاب الفروق الدقيقة، التي تسبب الاشتباه عند من يود متابعة مسارات مفهوم الزمان من موقعه باحثا أو مدرسا. وأكد قاشى أن مفهوم الزمان يندرج ضمن مقررات تدريس مادة الفلسفة بفرنسا منذ 1960، حيث بات حاضرا بقوة في السنوات الأخيرة في مقررات مادة الفلسفة خصوصا، مشيرا إلى أن مفهوم الزمان يخضع في هذا المقرر لعملية استكشاف متواصل خاضع، أولا لتعدد معاني هذا المفهوم، التي تبارت الأنساق الفلسفية في إبراز أبعادها الأنطولوجية والميتافيزيقية واللاهوتية، لا بوصفها إيقاعا واحدا، بل بوصفها سمفونية كاملة، تستجيب لحاجات الإنسان وهمومه وانشغالاته، وهي تعزف لحن الزمان على إيقاع الوضع البشري المحكوم بقصر أمد الحياة تحت حد الموت. برحو بوزياني