ما زالت موجة الانتحارات التراجيدية، تواصل حصدها لمزيد من الأرواح بطنجة وضواحيها، وعصفت، في ظرف أسبوعين فقط، بخمسة أشخاص من شرائح وأعمار مختلفة، آخرهم شابة في مقتبل العمر، وضعت، الخميس الماضي، حدا لحياتها برمي نفسها من الطابق الثالث لمنزل أسرتها الواقع بحي طنجة البالية وسط المدينة. وحسب المعلومات المتوفرة، فإن الهالكة، البالغة من العمر 19 سنة، عمدت إلى الإلقاء بنفسها من الطابق الثالث في ظروف غامضة، لترتطم بقوة كبيرة مع أرض صلبة، فتجمع حولها عدد من المواطنين، الذين سارعوا بإخطار السلطات المحلية ومصالح الوقاية المدنية، التي حضرت للمكان وعملت على نقل المصابة إلى قسم المستعجلات في محالة لإنقاذ من الموت، إلا أن إصابتها بكسور بالغة في رأسها وفقدانها كمية كبيرة من الدم عجلا بوفاتها، ليتم نقل جثتها إلى المستودع البلدي لحفظ الأموات بالمدينة. وبحسب المصادر ذاتها، فإن أسباب انتحار الهالكة برمي نفسها من أعلى المنزل الذي تقطن به رفقة أسرتها، تعود لظروفها الاجتماعية الصعبة ومشاكلها الخاصة، إذ ينتظر أن يكلف الوكيل العام لدى استئنافية طنجة، لجنة من الطب الشرعي بإجراء تشريح على الجثة لتحديد الأسباب الحقيقية للوفاة قبل تسليم الجثة لأهلها من أجل الدفن، ويأمر المصالح الأمنية بإجراء بحث حول الظروف والملابسات الحقيقية لهذه القضية. وشهدت المدينة وضواحيها، منذ بداية غشت الجاري، خمس حالات للانتحار، من بينها امرأة في عقدها السابع، التي عثر عليها جثة معلقة بواسطة حبل داخل منزل أسرتها الكائن بحي المصلى بطنجة، وكذا مراهق يبلغ من العمر 16 سنة، الذي وضع حدا لحياته بطريقة مأساوية داخل منزل في طور البناء بمنطقة بني سعيد بكزناية، ما أثار نقاشات عمومية بين نشطاء فضاء العالم الإلكتروني، الذين شددوا على ضرورة التفكير في آليات وبرامج للتصدي لهذه "ظاهرة" المثيرة للاهتمام، لا سيما عندما يتعلق الأمر بوضع قاصرين في عمر الزهور حدا لحياتهم لأسباب ودوافع تعود أساسا إلى ﻣﺠﻤﻮﻋـــﺔ ﻣﻦ اﻻﺧﺘــــﻼﻻت اﻟﻨﻔﺴﻴـــــﺔ والاﺟﺘﻤﺎﻋﻴــــــﺔ، الناتجـــــة عـــــــــن ﺣـــــﺎﻻت اﻟﻌﺠﺰ والاﺣﺒـــﺎط واﻧﺴـــﺪاد اﻷﻓــــﻖ ﻓﻲ ذﻫﻦ اﻟﻤﻨﺘﺤﺮ. المختار الرمشي (طنجة)