الفنان التشكيلي يقدم معرضا فرديا بالصويرة بلمسة فطرية يستعد الفنان التشكيلي مصطفى بن مالك لتنظيم معرضه الفردي الذي اختار له عنوان "على عتبة الروح"، في الفترة ما بين 8 إلى 28 غشت الجاري، بفضاء برج باب مراكش بالصويرة. وسيقدم بن مالك في المعرض، المقام تحت إشراف المديرية الإقليمية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، مجموعة من أحداث أعماله الصباغية. ويواصل بن مالك من خلال معرضه الاشتغال على تطوير أسلوبه القائم على استلهام المكونات اللونية للعالم الذي قدم منه، وهو العطارة بما تختزنه من ألوان وروائح تتجاوز الإطار الضيق الذي يحيط بها، لتمنح للمتلقي أفقا بصريا مميزا، استطاع بن مالك التقاطه بحسه الفني وإعاده تشكيله من جديد ونقله إلى لوحاته. ولا يقتصر العالم البصري لبن مالك فقط على استلهام ألوان العِطارة والتوابل، بل يغوص في مكونات البيئة الصويرية وامتداداتها في الضواحي القروية المحيطة بها، إذ نجد مشاهد وعناصر منها متجاورة في لوحاته، تتضمن عوالم تاكناويت والوجوه والرموز والعلامات والألوان الحارة، التي تعكس خصوصية الوسط الذي نشأ فيه وظل مرتبطا به وجدانيا وفنيا. ويشتغل بن مالك على الفن الخام من منظور متخيل بشكل فطري، مستعملا في أعماله الصباغة المائية والزيتية، كما ينفتح على عوالم النحت بأشكاله الغرائبية، التي تستحضر أشياء من الواقع تعاد صياغتها بلمسة متخيلة تفصلها عن العالم الذي جاءت منه. وتشكل تجربة بن مالك امتدادا، بشكل مختلف، لتيار الفن الفطري الذي انبثق بالصويرة منذ عقود، ولفت اهتمام نقاد وأصحاب أروقة ومعارض أجانب احتضنوا تجارب مختلفة لهذا النوع من التشكيل، على نحو متفاوت ما بين الاستغلال والرعاية، ظهرت من خلاله أسماء من قبيل بنحيلة الركراكية ومحمد الطبال وعلي ميمون وعبد الله الأطرش وغيرهم. وسبق لبن مالك أن شارك في العديد من المعارض الفردية والجماعية داخل المغرب وخارجه خاصة بفرنسا، التي قدم فيها لوحاته منذ بداية الألفية الثالثة. عزيز المجدوب