عندما انتهى محمد الصديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، الاثنين الماضي، من الجواب عن سيل من الأسئلة "التافهة"، التي طرحها برلمانيون "تافهون"، في مجلس "تافه"، وهي أسئلة تتكرر كل أسبوع، حاصرته مجموعة من النواب، وهم يتأبطون كالعادة ملفات "قضاء الحاجة". وحده نور الدين بيضي، عضو فريق "البام"، المنتمي إلى الأغلبية الحكومية، من خرج عن السطر، وكسر المألوف، واعترض طريق الوزير في "كولوار" المؤسسة التشريعية، وهدد بصوته "الحريزي" المألوف في الملاعب الرياضية، بتفجير "رمانة الفساد" في إحدى مديريات الفلاحة. ولم تهدئ من غضبه "الساطع"، سوى تطمينات الوزير "الأزرق"، الذي طمأنه بفتح ملف المسؤول، الذي اتهمه البرلماني بيضي بسيل من الاتهامات، أبرزها الإغداق بالدعم لفائدة فلاحين كبار، ضمنهم سياسيون وبرلمانيون، ذكرهم بالاسم والصفة، وترك الفلاحين الصغار يموتون "جوعا". وقبل أن يفجر بيضي رمانة فساد الدعم الفلاحي في "كولوار" البرلمان بطريقة "حبية" بينه وبين الوزير، دون نقل تفاصيل ذلك إلى جلسة الأسئلة الشفوية، سبقه الشرقاوي الزنايدي، من فريق المعارضة الاتحادية، وقال إن "الحكومة دعمت القطاع الفلاحي باستمرار، لكن جدوى الدعم وانعكاسه على القدرة الشرائية للمواطنين والمواطنات لم يظهر". وسبب ذلك يعزى، في نظره، إلى طريقة صرف الدعم الذي يقدم إلى "لوبيات". إن طريقة الدعم الحالية، وفق تفسيرات هذا البرلماني المتخصص في طرح الأسئلة "الفلاحية"، تغني الغني وتفقر الفقير، مشددا على أهمية الدعم المباشر للفلاحين الصغار ومربي الماشية. في انتظار ذلك، يأمل الفلاحون "الفقراء"، الذين لا مظلة لهم، أن يعرف الدعم المخصص من قبل الوزارة الوصية للموسم الفلاحي المقبل، طريقه إلى من يستحقه، وليس إلى "اللوبيات" و"الديناصورات الفلاحية"، التي لها امتدادات وعلاقات مصالح مع بعض كبار مديري الوزارة مركزيا وجهويا وإقليميا. وأمام توالي سنوات الجفاف، وفساد بعض مديري الوزارة، بدأ القطاع الفلاحي يعرف تراجعا في عدد المنتسبين إليه، بعدما أرغم الجفاف عددا منهم على الاستثمار في قطاعات أخرى، في حين أن آخرين يبحثون في الوقت الراهن عن بدائل أخرى، قبل اتخاذ أي خطوة. رغم كل "ما يكال" على الجفاف وفساد بعض مديري الوزارة مركزيا وجهويا وإقليميا، فإن الفلاحين المغلوب على أمرهم، بحاجة إلى الرفع من منسوب الدعم الذي يستهدفهم، حتى تتم محاصرة "هجرتهم" إلى قطاعات أخرى، وفي ذلك منفعة للأمن الغذائي. الكرة الآن في ملعب الوزير "الأزرق"... عبد الله الكوزي للتفاعل مع هذه الزاوية: mayougal@assabah.press.ma