مارية الدكالية: ظروف قاسية أرغمتني على امتهان موسيقى الشارع انتشرت في الآونة الأخيرة على نطاق واسع فيديوهات لفتاة تعزف على آلة "الوتار" بساحة قرب مسرح عفيفي وسط الجديدة، وهو ما دفع فضول العديد من المواطنين لمعرفة مآل هذه الفتاة التي تعزف بطريقة حزينة، وكأنها تحمل هما وحزنا عميقا في نفسها. وكشفت الفتاة التي عرفت عن اسمها بـ "مارية الدكالية" في تصريحات متطابقة، أنها امتهنت العزف على آلة "الوتار" بعدما نهلت هذا الفن من أختها الكبيرة، التي كانت سباقة إلى العزف ب"الوتار"، وكانت تسمعها بين الفينة والأخرى، ما دفعها إلى حب هذه الآلة وتعلم طريقة عزفها. وأضافت مارية الدكالية أن نقطة تحول مسارها وولوجها لهذا الميدان، كانت بسبب مرض والدها الذي فارق الحياة متأثرا بمرض السرطان، وكان هو المعيل الوحيد لأسرتها، حيث لم تتوفر لديهم الإمكانيات المادية لعلاجه، ما دفعها للخروج إلى الشارع وامتهان العزف على آلة الوتار، لسد ديون اكتراء المنزل التي تراكمت منذ وفاة والدها، وكانت أولى بداياتها تسجيل فيديو وهي تعزف من قبل أصدقائها، الذين شجعوها على الظهور للعلن، كباقي الفنانين الذين يمتهنون "فن الشارع" حيث كان أول ظهور لها أمام مسرح عفيفي وسط الجديدة، وكان مناسبة لإسماع صوتها وعزفها، مستغلة مكبر صوت، غير أن السلطات المحلية حرمتها من الظهور والعودة مجددا إلى الساحة بعدما قامت بحجز معداتها وآلة الوتار. وأشارت إلى أنها لا تتحمل مسؤولية رقص بعض الأفراد على نافورة مسرح عفيفي، حيث كان ذلك سببا في منعها من الظهور وملاقاة جمهور الجديدة. وقالت مارية الدكالية إنها تعزف على آلة "الوتار"، فيما ترافقها في ذلك والدتها وشقيقتها على مستوى الإيقاعات بالضرب على الدف و"البندير". وأوضحت العازفة الحزينة أن الظروف المعيشية هي السبب الرئيسي وراء نزولها إلى الشارع، كما اعتبرت أن الأمر يعد عاديا بحكم أن العزف بالشارع يبقى من بين أحد الفنون التي امتهنها العديد من الفنانين في العالم، دون أن تحاصرهم السلطات كما حدث في الجديدة. وأعلنت مارية الدكالية أن أول مقطع من كلماتها وألحانها يحمل عنوان "جيت قاصدك يا لبحر"، حيث كان سببا في شهرتها، بعدما تم توثيقه من قبل أصدقائها، إذ تعمل جاهدة لتسويق منتوجها الفني من خلال قناتها على مستوى التواصل الاجتماعي و"اليوتيوب"، من أجل منح الفرصة لها للمشاركة في بعض السهرات والحفلات وذلك للتغلب على ظروف الحياة القاسية. وطالبت الفنانة مارية الدكالية بعض الفنانين بمساعدتها، لتخطو بثبات نحو النجومية، كما فعل العديد منهم الذين بدؤوا مسيرتهم من الصفر، مشيرة إلى أنها تحمل مشروعا فنيا يمكن أن يغير مسارها الحياتي. وعلمت "الصباح" أن إحدى المواطنات المقيمات بالخارج، التي عشقت فن العازفة الحزينة، هي من تكفلت باقتناء آلة "وتار" جديدة ومنحتها لها بعدما استولت السلطات المحلية بالجديدة على معداتها، كما عبرت عن امتنانها لكل من ساعدها في محنتها، ومساعدة عائلتها، للخروج من الأزمة المادية. أحمد سكاب (الجديدة)