العمراني نبه إلى ضرورة الارتقاء بالحوار السياسي بين حلف «الناتو»وشركائه في الجنوب شارك يوسف العمراني، سفير المغرب في الولايات المتحدة، بمناسبة "المنتدى العام لحلف شمال الأطلسي"، المنعقد على هامش قمة واشنطن، لمناسبة الذكرى 75 لتأسيس منظمة حلف شمال الأطلسي، في لقاء حول موضوع "الناتو يتطلع نحو الجنوب: الأفق الإستراتيجي وعلاقات الشراكة"، بمعية خافيير كولومينا، نائب مساعد الأمين العام للناتو للشؤون السياسية والسياسة الأمنية، وآنا سانتوس بينتو، كاتبة الدولة السابقة لشؤون الدفاع في البرتغال ورئيسة مركز أبحاث حلف شمال الأطلسي، حول الجوار الجنوبي للناتو. وسلط الدبلوماسي المغربي الضوء على تاريخ الشراكة بين المغرب وحلف شمال الأطلسي، مبرزا أن المملكة، ومنذ إطلاق الحوار المتوسطي، سعت على الدوام، بالنظر لدورها الريادي، إلى إرساء تعاون ذي منفعة متبادلة مع الحلف، بغية تنسيق الاستجابة للتحديات والتهديدات المشتركة، وأن هذه العلاقات تنسجم مع مبادئ الأمن الجماعي غير القابل للتجزئة، التي تعد أساسية للاستجابة للتحديات الأمنية الراهنة. وفي هذا الصدد، أبرز العمراني "ضرورة تعزيز والارتقاء بالحوار السياسي بين حلف شمال الأطلسي وشركائه في الجنوب"، موضحا أن الحوار السياسي المتين والمتماسك يكتسي أهمية قصوى، في أفق النهوض بالتفاهم وإرساء تعاون عملي قائم على الثقة. وأكد السفير أن هذا المطلب أضحى أكثر إلحاحا، إذ أن "ظهور تحديات أمنية جديدة يتطلب، أكثر من أي وقت مضى، مقاربة مندمجة وشاملة" منبها إلى ضرورة فتح “نقاشات بناءة ومنفتحة مع الجنوب بشكل دوري، من أجل بلورة ديناميات أكثر قوة في التفاعل مع الشركاء في ضفة البحر الأبيض المتوسط". واعتبر السفير أنه يتعين تطوير هذه المقاربة، من أجل الاستجابة بشكل تام لطموحات وأولويات البلدان الشريكة في الحوار المتوسطي، وكذا تثمين الفرص المتاحة، لافتا الانتباه إلى أن المنطقة الأطلسية تعد محركا قويا لتحفيز التعاون الدولي مع مجموع الشركاء، سيما بفضل "رؤية المملكة التي تعيد تشكيل الفضاء الأطلسي الإفريقي، بما يدخل تغييرات مهمة على الجغرافية السياسية للمنطقة". وتطرق الدبلوماسي إلى الرؤية الأطلسية لجلالة الملك، مبرزا الجوهر الإنساني والعملي والتضامني لهذه المقاربة، الذي يؤطر التزامات المغرب في المنطقة، من أجل إقامة فضاء للتنمية والازدهار المشتركين، مسجلا أن "السلام والأمن يشكلان شرطين مسبقين لتحقيق التنمية والتقدم"، وأن "الأمر لا يتعلق بفصل الأهداف الإنسانية عن الأساس الأمني"، مع ما يلزم ذلك من ضرورة الحفاظ على مقاربة شمولية تساهم في إثراء كافة الالتزامات الوطنية والإقليمية والدولية، التي تعج بها المنطقة الأطلسية، وأن هذه المقاربة التكاملية، وتنسيق الجهود الدولية توجد في صلب الرؤية الملكية، التي تحرص على الانسجام بين تطلعات المواطنات والمواطنين الأفارقة بإستراتيجيات تركز على الاندماج والتقاسم والتضامن. ياسين قُطيب