بات شبح العطش وانقطاع مياه الشرب قريبا من أي وقت مضى، من خمس مدن، ويتعلق الأمر بالبيضاء ومراكش وسطات وبرشيد وسيدي بنور. وظهرت البوادر الأولى في سيدي بنور في الأيام الماضية، إذ انقطعت المياه ليومين عن السكان، بعدما جفت القناة التي تزودهم بالماء من سد المسيرة. وفي الوقت الذي تنتظر فيه سلطات المدن المهددة بانقطاع المياه وصول فائض حوض سبو إلى حوض أم الربيع، من المرتقب أن تعيش خمس مدن وضعية صعبة في الأيام المقبلة. وسبب هذا الوضع المتأزم الذي وصلت إليه مجموعة من المدن، جفاف سد المسيرة، ثاني أكبر سد بالمغرب، وأحد المنشآت الإستراتيجية بالمملكة، إذ تراجعت نسبة ملئه إلى 0.55 في المائة، بعدما كانت في السنة الماضية في حدود 6 في المائة. ولم تعلن السلطات المختصة بالمدن المهددة، خطتها لإنقاذها من العطش، خاصة أن بوادره الأولى ظهرت بسيدي بنور، سيما أن الطريق السيار المائي لم يصل بعد حوض أمر الربيع. وبالنسبة إلى البيضاء، فإن الخطر يهم المنطقة الجنوبية فقط، التي يتم تزويدها من المسيرة، في حين أن مدنا أخرى مثل سيدي بنور وبرشيد وسطات ومراكش، ستعاني نتيجة اعتمادها على سد المسيرة. ولم تدخر السلطات جهدا في تزويد سد المسيرة بالمياه من سدود أخرى، غير أن تلك السدود تراجع مخزونها أيضا، وأصبحت مهددة بالجفاف بدورها، كما هو الأمر بالنسبة إلى سد بين الويدان، الذي كان يغذي المسيرة بين الفينة والأخرى، غير أنه تراجع بدوره إلى أقل من 10 في المائة. وحذر مسؤولون ومنتخبون من الوضعية التي وصلت إليها البيضاء، إذ داهم الجفاف المدينة قبل اكتمال مشروع الربط بين الأحواض، الذي عول عليه الجميع أن يمنح المدينة استقلاليتها في 2024. ودقت نبيلة رميلي، رئيسة المجلس الجماعي للبيضاء، ناقوس الخطر في فبراير الماضي، عندما قالت إن سدي يعقوب المنصور والمسيرة اللذين يمدان البيضاء بالماء وصلت حقينتهما إلى مؤشرات خطيرة، مما يهدد المدينة بشبح الجفاف، مبرزة أن سكان المدينة يستهلكون سنويا أزيد من 200 مليون طن من المياه الصالحة للشرب سنويا. يذكر أن حوض أم الربيع، الذي ينتمي إليه سد المسيرة يعيش وضعية مزرية منذ سنوات، إذ لا تتجاوز نسبة ملئه حاليا 5.52 في المائة، ولا يتوفر سوى على موارد مائية تقدر بـ 273 مليون متر مكعب من المياه. عصام الناصيري