مهنيون رموا المسؤولية للوزارة الوسيط الحصري مع سلطات السعودية تضاعفت أشكال التنديد بما تعرض له حجاج مغاربة، الجمعة والسبت الماضيين، لمناسبة أداء مناسك أعظم شعيرة دينية، إذ قضى العشرات منهم ليلتهم في العراء، مجبرين بعد أن وجدوا أنفسهم خارج مخططات وتعاقدات الوزارة الوصية، إذ لم يعثروا على مكان للمبيت فيه بسبب قلة الخيام المخصصة للمغاربة. وواجه الحجاج متاعب كثيرة منذ صباح الجمعة الماضي، بعد وصولهم إلى منى، لقضاء يوم التروية استعدادا لليوم الموالي الذي يتوجهون فيه إلى صعيد عرفات، إذ تعددت المعاناة وسط أفراد الحجاج المغاربة، ضمنها قضاؤهم يومهم الشديد الحرارة دون خيام، وباءت كل المحاولات لحل المشكل وإجراء اتصالات بالمسؤولين، بالفشل، إذ لم يجدوا الخيام التي يفترض أنها تدخل ضمن حقوقهم التي أدوا عنها سلفا، ناهيك عن أن وجبات الأكل كانت ضعيفة وغير كافية. وتسبب الموقف في مشاكل صحية بالنسبة إلى الكثيرين، سيما أن اليوم تميز بحرارة مفرطة، بل حتى من وجدوا خياما، لم تكفهم، وكدسوا بها تكديسا، وأجبروا على البقاء في أفرشتهم داخل خيام بدون مكيفات، حيث قضوا صلواتهم بأسرتهم وأفرشة نومهم. وفي اتصال بمراسل "الصباح" من منى، ظهر أمس (الأربعاء)، أكد أن عشرات الحجاج المغاربة، سواء منهم المتعاقدون مع الوكالات الخاصة أو الذين تكلفت الوزارة بإقامتهم وتنقلهم، وجدوا أنفسهم في مشعر منى خارج الخيام، ما جعل الكثير منهم يبيت في الممرات بين الخيام، وترك أمتعتهم بها عند الخروج لرمي الجمرات، مما عرض أمتعة عدد من الحجاج للضياع. وأورد المتحدث نفسه أنه أجرى اتصالات لمعرفة السبب في عدم توفير الخيام والوضعية الكارثية للحجاج المغاربة، إلا أنه فوجئ بمسؤولي وكالات يتهمون مسؤولي وزارة الأوقاف في افتعال هذه الوضعية، التي كانت عادية وتتكرر بدرجات متفاوتة بالنسبة إلى حجاج البعثة المغربية التي تشرف عليها الوزارة، لكنها غير مسبوقة بالنسبة إلى حجاج الوكالات السياحية. وأكد مسؤول وكالة خاصة تكلفت بحجاج من جنوب المملكة، في تصريح لـ"الصباح"، أن الوكالات كانت تتفاوض قبل حلول موسم الحج مع الشركات السعودية مباشرة، وتقتني منها الخيام وباقي الخدمات، بخلاف هذه السنة، إذ فرضت الأوقاف نفسها الوسيط الوحيد مع السلطات السعودية، وألزمت الوكالات بالتعامل حصريا مع وزارة الأوقاف باعتبارها وسيطا بدل التعامل مباشرة مع الشركات المعنية في السعودية. من جهة أخرى، أكد مصدر مطلع أن هناك مشكلا لا تتطرق إليه الوكالات الخاصة لأنها متواطئة فيه مع مسؤولي وزارة الأوقاف، وهو مشكل حجاج المجاملة، إذ أقحموا مع حجاج القرعة في الخيام نفسها، وبذلك استفادوا من الخدمات التي هي في الأصل لحجاج القرعة بصنفيهم (البعثة والوكالات)، لأن حجاج المجاملة، حسب المصدر نفسه، لهم صبغة حرة، من المفروض ان يتعاملوا مباشرة مع الفنادق، وعلى الوزارة أن تجد لهم حلولا في ما يخص الانتقال إلى منى وعرفات، لا أن يكون ذلك على حساب حجاج القرعة. المصطفى صفر