المكتب الوطني يستعد لقطع التيار عن نيابتي بركان وتاوريرت بعد وجدة والناظور تعيش وزارة التربية الوطنية على إيقاع قضية مثيرة للجدل، تتعلق بتراكم مستحقات استهلاك الطاقة الكهربائية لفائدة المكتب الوطني للكهرباء، ومطالبته باستمرار الوزارة بسداد فواتير في ذمة عدد من النيابات الإقليمية والأكاديميات الجهوية.وأفادت معطيات حصلت عليها «الصباح» أن المكتب الوطني للكهرباء بعث مراسلات متعددة لطلب المبالغ المستحقة، إلا أن الوزارة لم تستجب، ليوجه بعد ذلك إنذارات أخيرة إلى مسؤولي تلك المؤسسات قبل تطبيق مسطرة قطع التزود بالتيار الكهربائي عنها بصفة فورية.وفي خضم التوتر الذي نشب بين عدد من المتدخلين في المجال، بقيت أسباب هذا «العجز المالي» غامضة، ولم يعرف ما إذا كان الأمر يتعلق بعدم توصل الإدارات الإقليمية والجهوية للوزارة بالموارد المالية الكافية لتغطية هذه النفقات، رغم أنها معتادة وغير طارئة، أم يعود إلى عوامل أخرى ترتبط بسوء التدبير أو بتحويل الأموال المرصودة إلى أنشطة أخرى.وذكرت مصادر «الصباح» أن المكتب الوطني للكهرباء فشل، إلى حد الآن، في إقناع نيابات تعليمية بسداد المستحقات، وقد يضطر في القريب العاجل إلى قطع التيار الكهربائي عنها، كما حدث أخيرا مع نيابة التعليم بالناظور، وهي الواقعة التي وصلت أصداؤها إلى وزارة التربية الوطنية.ولم يتمكن الموظفون داخل مقر نيابة التعليم المذكورة والمصالح التابعة لها من القيام بأي إجراءات إدارية بسبب تعطل جميع التجهيزات المعلوماتية، فيما سادت حالة من الاستياء وسط العاملين فيها نتيجة «عجز» الوزارة عن تسوية المعضلة. وبررت إدارة المكتب قرارها بأنها استنفدت جميع الوسائل، بما في ذلك توجيه العديد من الإنذارات، لتضطر بعد إخبار عامل إقليم الناظور، المصطفى العطار، إلى قطع إنذاري للتيار الكهربائي لعدة ساعات، وهو ما دفع مسؤولي نيابة التعليم إلى طلب مهلة إضافية لسداد قيمة الفواتير المتراكمة.والمثير أن قطع التيار الكهربائي سبق أن نفذ في حق الأكاديمية الجهوية لوزارة التربية الوطنية بوجدة بسبب متأخرات فواتير تقدر بالملايين، وينتظر المصير نفسه، خلال الأسابيع المقبلة، النيابة الإقليمية ببركان وتاوريرت اللتين تعيشان أوضاعا مماثلة.ووصفت مصادر «الصباح» هذه الوضعية بـ»الفضيحة» غير المسبوقة، سيما أن نفقات أخرى يتم صرفها في التعويضات واقتناء قطع الغيار وتجهيز بعض المكاتب دون تخصيص الأولوية لتسديد مستحقات استهلاك الطاقة الكهربائية.عبد الحكيم اسباعي (الناظور)