في وقت اعتقد فيه المغاربة أن داء الحصبة، أصبح جزءا من الماضي، عاد في الأشهر الأخيرة ليحصد أرواح عدد من أطفال المجال القروي، إذ في اليومين الأخيرين تسبب في وفاة ثلاثة أطفال بإقليمي أزيلال وتنغير. وعلمت "الصباح" من مصادر محلية مطلعة، أن دوار "كلابو" بجماعة أيت عباس بإقليم أزيلال، سجل وفاة طفلين، أول أمس (الاثنين)، فيما تم نقل عدد من الأطفال المصابين إلى المستشفى الإقليمي، من أجل الخضوع للعلاج. وشهدت، ليلة الأحد الماضي، حالتي وفاة بإقليم تنغير، بجماعة أيت هاني، إذ توفيت طفلة وامرأة، نتيجة إصابتهما بداء الحصبة، الذي اجتاح مجموعة من الدواوير بأقاليم الأطلس الكبير والجنوب الشرقي، في الأسابيع الأخيرة. وتسارع وزارة الصحة في مجموعة من الأقاليم والقرى البعيدة الزمن من أجل محاصرة المرض، رغم المشاكل الكبيرة التي تصادفها، بسبب بعد القرى وصعوبة المسالك، وعدم توفر سيارات الإسعاف الكافية لنقل جميع المصابين. وقادت الوزارة في الأيام الأخيرة حملة تلقيح للأطفال في هذه الجماعات التي سجلت إصابات، إذ تنقلت إلى الدواوير والمدارس من أجل تلقيح الأطفال، تفاديا لتسجيل مزيد من الوفيات. وفي حصيلة أولية، بلغت عدد وفيات الأطفال بأزيلال 4 حالات، إذ توفي طفلان منتصف أبريل الماضي، بقرية تاركا زكزات بجماعة أيت أمديس، وإصابة مجموعة من الأطفال الذين انتقلت إليهم العدوى، غير أنهم تمكنوا من النجاة. وبالنسبة إلى إقليم تنغير، فسجل منذ مارس الماضي 7 وفيات، من بينها 6 أطفال وامرأة، ما جعل سكان هذه المناطق يصابون بخوف شديد على أطفالهم، خاصة أنهم يصابون في المدارس، التي يلتقي فيها الأطفال. عصام الناصيري