تسببت في حريق بتازة وأجهزت على قطيع أغنام بصفرو بدأ موسم الحرائق هذه السنة مبكرا، إذ رغم درجات الحرارة المعتدلة في معظم الأقاليم، فإن صاعقة رعدية تسببت في حريق كبير في غابة مغراوة بتازة، كما ضربت قطيعا من الأغنام وتسببت في مقتله. وأتى الحريق الغابوي على أزيد من 20 هكتارا من أشجار الصنوبر، والذي تطلب إخماده تدخل مختلف السلطات من درك ملكي وقوات مساعدة ووقاية مدنية والمياه والغابات. وحسب المعطيات المتوفرة فإن سبب الحريق هو صاعقة رعدية، ضربت بالمنطقة وتسببت في إشعال النار بالغابة. وفي الوقت نفسه من مساء الخميس الماضي، ضربت صاعقة رعدية أخرى بغابة بني يدير بجماعة تازوطة، بإقليم صفر، والتي تسببت في نفوق 54 رأس غنم، كانت عائدة من المرعى، ونجاة الرعاة بأعجوبة. وفي سياق متصل، ومن أجل استباق ظاهرة حرائق الغابات على الصعيد الوطني، شرعت الوكالة الوطنية للمياه والغابات، بناء على معطيات علمية، في إصدار خرائط تنبؤ تحدد بدقة المناطق الحساسة والمعرضة لخطر اندلاع الحرائق الغابوية. ويشير النموذج الأول لخريطة الحرائق، الممتدة في الفترة ما بين 30 ماي الماضي و2 يونيو الجاري، وبعد تحليل البيانات المتعلقة خصوصا نوعية الغطاء الغابوي وقابليته للاشتعال والاحتراق، والتوقعات المناخية والظروف الطبوغرافية للمناطق، إلى تحديد الأقاليم حسب درجة الخطورة. وسجلت الوكالة خطورة قصوى (المستوى الأحمر) في أقاليم طنجة أصيلا، فحص أنجرة، الحسيمة، الناظور، وجدة أنكاد، تاوريرت، تازة، خنيفرة وبني ملال، وخطورة مرتفعة (المستوى البرتقالي) في أقاليم العرائش، شفشاون، وزان، صفرو، تارودانت، بركان، الدريوش، الرباط،الصخيرات تمارة ، سلا والقنيطرة. وأفادت الخرائط أن خطورة متوسطة (من المستوى الأصفر) تهدد أقاليم تطوان، مضيق-فنيدق وأكاديرادا وتانان. وقالت الوكالة إنه يجب توخي الحيطة والحذر من قبل السكان المجاورين للمجالات الغابوية أو العاملين بها، وكذا من قبل المصطافين والزوار وعليهم أن يتفادوا أي نشاط قد يسبب اندلاع الحريق، كما عليهم إبلاغ السلطات المحلية بسرعة في حال رصد أي دخان أو سلوك مشبوه. وعاش المغرب في السنوات الأخيرة كوابيس بيئية بسبب الحرائق، التي شبت في مناطق مختلفة من المملكة، وأدت إلى إتلاف مئات الآلاف من الهكتارات من الأشجار والغطاء الغابوي، الأمر الذي يؤشر على تغييرات مناخية تهدد السكان والبيئة. عصام الناصيري