لم يكد أحمد القادري، الرئيس السابق لمقاطعة المعاريف وأحد أعضاء اللجنة المصغرة التي أشرفت على تعديلات الميثاق الجماعي، يغادر مكتبه، رفقة اثنين من نوابه، بقرارات عزل موقعة من رئيس الحكومة، وصدرت في الجريدة الرسمية في عددها ما قبل الأخير، حتى اندلعت حرب الخلافة على منصب رئيس واحد من أغنى مقاطعات الدار البيضاء تناوب على رئاستها، منذ عقود، حزبا الاتحاد الاشتراكي والاســتقلال.وقالت مصادر إن حزب العدالة والتنمية وحزب الأصالة والمعاصرة نزلا بثقلهما للظفر بقيادة المقاطعة خلال خمسة أشهر المتبقية من عمر الولاية الحالية، قبل موعد الانتخابات الجماعية المقررة، حسب أجندة رئيس الحكومة، في يونيو المقبل.وأكدت المصادر نفسها أن العدالة والتنمية بدأ يروج، منذ أيام، لمرشحه الذي ليس سوى عبد الصمد الحيكر، الكاتب الإقليمي للحزب بالدار البيضاء، وأحد الوجوه المعارضة بمجلس المدينة، وعضو المجلس الوطني للحزب والبرلماني بدائرة أنفا والمستشار بمقاطعة أنفا وأحد المقربين من عبد الإله بنكيران.ويراهن حزب "المصباح" على الحيكر لانتزاع ثالث مقاطعة في الدار البيضاء، بعد مقاطعتي مولاي رشيد التي يرأسها مصطفى الحيا، ومقاطعة الحي الحسني التي يتحمل مسؤوليتها نجيب عمور، إذ بدأت منذ أيام الاتصالات والمشاورات مع مستشاري المقاطعة للتصويت لحزب العدالة والتنمية، علما أن عددا من هؤلاء لم يبدوا أي حماس لتقلد الحزب الإسلامي مقاليد المقاطعة، في وقت يدفع آخرون في اتجاه توريط الحزب والشخص في تجربة جماعية لا أحد يتكهن بما ستؤول إليه في المستقبل القريب.وينافس الحيكر على رئاسة الجماعة، حسب المصادر نفسها، عمر فرخاني، نائب عمدة المدينة عن الأصالة والمعاصرة والمستشار بمقاطعة المعاريف الذي يتوفر على حظوظ كبرى لإعطاء حزب "الجرار" ثاني مقاطعة في الدار البيضاء، بعد مقاطعة سيدي مومن التي يرأسها أحمد بريجة.وعلمت "الصباح" أن عملا مكثفا يقوم به حزب الأصالة والمعاصرة لدعم فوز مرشحه، كما يطمح إلى الفوز أيضا بمنصب من منصبي نائب الرئيس، بعد عزل كل من المدني العلوي وعبد الرحيم بوسيفان.وقالت المصادر إن حزب الأصالة والمعاصرة يعول على دعم أحزاب المعارضة الحكومية، خصوصا حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للظفر بهذه المقاطعة.ومن المقرر أن يعقد مجلس المقاطعة، بعد غد (الخميس)، دورة الرئيس الجديد ونائبيه وسط أجواء من الترقب في مقاطعة لا تخفى حساسيتها بالعاصمة الاقتصادية.يوسف الساكت