صحافيون أكدوا أنهم صناع رأي بنسبة 92.7 في المائة وقع الدكتور أحمد الأرقام، كتابه "دور وسائل الإعلام في صناعة الرأي العام، الصحافة الورقية والإلكترونية، نموذجا، دراسة سوسيولوجية"، الأربعاء الماضي برواق النقابة الوطنية للصحافة المغربية، ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط. وتناول الكتاب الصادر عن دار الوطن، بالتحليل السوسيولوجي، دور الصحافيين في التأثير على الأحداث الجارية في جميع القطاعات، السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية والفنية، بمنافسة فاعلين آخرين، قصد توجيه المواطنين، وصناعة رأيهم حول قضايا مجتمعية. ويعد الكتاب ثمرة بحث لنيل شهادة الدكتوراه، والمشكل من 456 صفحة، يتضمن بيانات وإحصائيات استخلصها الباحث السوسيولوجي أحمد الأرقام من عمل ميداني بعد تفريغ 644 استمارة، 164 منها تعود إلى الصحافيين، و480 تهم مستهلكي الصحف الورقية والمطلعين على المواقع الإلكترونية، موزعة بالتساوي بين الطلبة وموظفي القطاع العام، والمستخدمين في القطاع الخاص 160 استمارة لكل واحد منهم، لأجل تكميم ظاهرة صناعة الرأي العام، و15 مقابلة مع ورؤساء تحرير وقيدومي الصحافة لأجل تعميق التفسير الكيفي للظواهر، وعقد مقارنة بين تمثلات الصحافيين لعملهم، ومواقف القراء منه. وأكد صحافيون أنهم صناع الرأي بنسبة كبيرة تصل إلى 92.7 في المائة، ما يعني أنهم قادرون على جعل القراء والفاعلين، وعموم المواطنين يقرون بما يكتبون، ويعتقدون بذلك، رغم أن صناعة الرأي العام عبر وسائل الإعلام، لا تتم بصيغة " السلطة الفردية"، بل يشارك فيها في إطار تفاعلي، كل الفاعلين من مسؤولين في الحكومة وبرلمانيين وحقوقيين، ومثقفين، وفنانين، وخبراء، ورجال ونساء المال والأعمال، ونشطاء الجمعيات المدنية، والأندية الرياضية، والمنظمات المدنية،إذ يوجد التنافس بين فاعلين في كل مجال لبسط الهيمنة على الرأي العام، وحيازة " سلطة رمزية" تساعد على التحكم في تدفق المعلومات وكيفية ترويجها في المجتمع، كي تخدم مصالح من يدبر عملية توزيعها. وفي المرحلة الثانية من البحث، اشتغل الدكتور الأرقام على سؤال مركزي، يتعلق برأي القراء مستهلكي الصحف الورقية والإلكترونية حول عمل الصحافيين وظهرت النتائج متباينة بين فئة الطلبة، والموظفين والمستخدمين في القطاع الخاص. وأكد الطلبة والموظفون والمستخدمون أن للصحف الورقية والإلكترونية، القدرة على المساهمة في صناعة الرأي العام، التي تعني التوجيه والتأثير ونشر قيم مشتركة حول قضايا معنية، من خلال معطيات إحصائية دقيقة. وتطرق الباحث في كتابه للتغيير الحاصل حاليا بسبب بروز مواقع التواصل الاجتماعي التي تبث معطيات غير دقيقة، وأخبارا زائفة، لأجل تحقيق الأرباح المالية فقط. إيمان رضيف