سلطات عمالة أكادير لم تسمح باجتماعه لمخالفته إستراتيجية الدولة منعت سلطات عمالة أكادير إداوتنان، أمس (الخميس)، اجتماعا تشاوريا دعت إليه مجموعة أطلقت على نفسها "اللجنة التحضيرية لمجموعة العمل المغربية للتضامن مع الشعب القبايلي". وعلمت "الصباح" أن سلطات العمالة لم تسمح بالاجتماع الذي كان سينعقد في مقر حزب سياسي، بناء على أوامر منع صدرت عن عامل المدينة والي ولاية سوس ماسة، لمخالفته إستراتيجية الدولة، المبنية أساسا على خارطة الطريق التي رسمها جلالة الملك، ومنها عدم التدخل في سيادة الدول. وكانت المجموعة تعتزم التأسيس لمجموعة تتبنى أطروحة الشعب القبايلي، لمساندتها والدفاع عن طرحها وموقفها في مختلف المحافل، سيما بعد إعلان حركة تقرير مصير منطقة القبائل استقلالها عن الجزائر في 20 أبريل الماضي، وقيام "دولة سادسة"، بمنطقة المغرب الكبير، تنتظر الاعتراف الأممي. ورغم تزامن موقف المجموعة الممنوع نشاطها السياسي المخالف للتوجهات، مع تصاعد حدة العداء الجزائري للإمعان بالمس بالسيادة المغربية، إلى درجة بلوغ الأمر أزمة داخلية بالجزائر، بعد تدخل جنرالات الجارة في مباراة رياضية بين اتحاد العاصمة ونهضة بركان، فإن المملكة، تنهج أسلوبا مختلفا، ولا تركب على موجة العداء أو النيل من سيادة الدول، سيما الجوار، إذ أن الملك رسم خارطة طريق لعلاقات المغرب مع الجيران والدول، كما أنه في خطاب العرش ليوليوز 2021، أعطى صورة واضحة عن موقف المغرب من الجارة الشرقية، عندما مد بسط يد التعاون والتآخي مع الشعب الجزائري وخاطب مسؤولي البلد مباشرة، في خطاب تاريخي جاء فيه "أنا أؤكد هنا لأشقائنا في الجزائر، بأن الشر والمشاكل لن تأتيكم أبدا من المغرب، كما لن یأتیكم منه أي خطر أو تهديد، لأن ما يمسكم يمسنا، وما يصيبكم يضرنا. لذلك، نعتبر أن أمن الجزائر واستقرارها، وطمأنينة شعبها، من أمن المغرب واستقراره". كما يأتي منع "الاجتماع التشاوري لدعم انفصال القبايل"، انسجاما مع المواقف الحكيمة والرصينة للسياسة الخارجية للدولة المغربية. وأشار متتبعون إلى أن المملكة برهنت تاريخيا عن دفاعها عن التلاحم والانفتاح، وليس الانقسام وتحريك نعرات الانفصال، ولها إيديولوجية الاستقرار العالمي، وفق مبادئ راسخة وقيم حكيمة، وهي الميزة التي تطبع المغرب في علاقاته الدولية. المصطفى صفر