إعلان باريس استعدادها للمشاركة في تمويل الخط الدولي البيضاء الداخلة يعصف بزيارة تبون لفرنسا كشفت تسريبات من محيط قصر المرادية تهديدا بإلغاء الزيارة المتوقعة للرئيس عبد المجيد تبون إلى باريس بسبب إعلان استعداد باريس المشاركة في تمويل خط كهرباء بقدرة ثلاثة "غيغاوات" يربط البيضاء والداخلة، الذي يشكل إحدى الدعائم الإستراتيجية لبرنامج تطوير الشبكة الكهربائية الوطنية، بتعزيز تزويد المناطق الجنوبية للمملكة بالطاقة الكهربائية، سيما جهات العيون وبوجدور والسمارة والداخلة، وكذا نقل الطاقات المتجددة التي سيتم إنتاجها من الرحبات الريحية المبرمجة بهذه المناطق، وكذا تزويد المحطة المستقبلية لتحلية مياه البحر بالكهرباء، بغية تلبية احتياجات المنطقة في ما يخص مياه السقي والماء الصالح للشرب. ومن جهته وصف إدريس لكريني، مدير مختبر الدراسات الدستورية وتحليل الأزمات والسياسات، المبادرة بأنها خطوة أولى في مسار إعادة نظر وشيكة في الموقف من نزاع الصحراء، بالنظر إلى أنها تسبق زيارة متوقعة للرئيس الفرنسي للرباط، معتبرا أن موقف باريس، بصفتها عضوا دائما بمجلس الأمن، لم يكن أبدا متناقضا مع المقترحات المغربية خاصة في ما يتعلق بالحكم الذاتي. وكشف برونو لومير، وزير المالية الفرنسي بحر الأسبوع الماضي، أن بلاده مستعدة للمشاركة في تمويل خط كهرباء بقدرة ثلاثة "غيغاوات" يربط البيضاء بالداخلة، وذلك عقب اجتماع مع نظيرته المغربية نادية فتاح العلوي، قال على هامشه "نريد تدشين مرحلة تعاون جديدة في ميدان الطاقة الخالية من الكربون... وسوف تشمل الهيدروجين الأخضر والطاقة الريحية والشمسية". وأكد لومير أمام المشاركين في منتدى لرجال الأعمال المغاربة والفرنسيين "سوف تنتجون الطاقة في جهة الداخلة وستحتاجون لنقلها إلى الدار البيضاء. يتعين إذن إنشاء شبكة خطوط كهربائية لنقل هذه الطاقة... أؤكد لكم أننا مستعدون لتمويل هذه البنية التحتية"، كاشفا أنه اقترح على نظيرته المغربية تعاونا في مجال الطاقة النووية يشمل مفاعلات صغيرة ومتوسطة الحجم. ويهدف هذا المشروع الهام، الذي يشكل إحدى الدعائم الإستراتيجية لبرنامج تطوير الشبكة الكهربائية الوطنية، إلى تعزيز تزويد المناطق الجنوبية للمملكة بالطاقة الكهربائية، لاسيما جهات العيون وبوجدور والسمارة والداخلة، إذ سيمكن من نقل الطاقات المتجددة التي سيتم إنتاجها من الرحبات الريحية المبرمجة بهذه المناطق، وكذا تزويد المحطة المستقبلية لتحلية مياه البحر بالطاقة الكهربائية، بغية تلبية احتياجات المنطقة في ما يخص مياه السقي والماء الصالح للشرب. وتتجلى الآثار الإيجابية لهذا المشروع الهيكلي في مواكبة النمو الاقتصادي لجهة الداخلة - وادي الذهب، خاصة بلورة الإمكانات التي توفرها الطاقات المتجددة في المنطقة، ومواكبة تطوير مواقع الصيد البحري والمناطق الموجودة بين بوجدور والداخلة، وذلك من خلال تحسين ظروف ربط وتزويد التجمعات السكنية والمشاريع المجاورة بالطاقة الكهربائية. وتقدر الكلفة الإجمالية لمشروع ربط مدينة الداخلة بالشبكة الوطنية للكهرباء بـ 2.4 مليار درهم، تم تمويلها من قبل المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بمبلغ 1.5 مليار درهم، وجهة الداخلة – وادي الذهب بمبلغ 536 مليون درهم، والقطاع الخاص بمبلغ 350 مليون درهم. ياسين قُطيب