نبيل عيوش عن فيلمه في “كان”: الشيخات تراث يجب أن نفتخر به

وأكد عيوش، في تصريح لجريدة “الصباح”، إن اختياره تجسيد شخصية “الشيخة”، التي ما فتئت تثير الجدل بالمملكة، في دور الشابة “تودا”، الذي تلعبه الممثلة نسرين الراضي، يرسخ سعيه للقطيعة مع تلك الصورة النمطية لهذه الفئة من المغربيات، اللواتي قدمن الكثير في عهد الحماية، وغنين فن “العيطة” كتعبير عن صوت القبيلة الثائرة في وجه الاستعمار.
حاملات شعلة النضال والفن
وأوضح عيوش قائلا: “الشيخات تراث يجب أن نفتخر به، لكن نظرتنا له، وللأسف، تغيرت منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث أصبحنا نراهن بشكل سطحي وبمنظور أخلاقي، بينما الحقيقة أنهن حاملات لشعلة نضال وفن وتقاليد القرن 19، من قلب جبال الأطلس وآسفي، وبعيدات عن كل هذه التصنيفات التي تم ربطهن بها”.
وتابع المتحدث ذاته أن “العديد من الشيخات واجهن جبروت السلطة في زمن الرصاص، وتصدين للاستعمار بسلاح العيطة، زارعات في نفوس المغاربة بذور الحماس للوقوف في وجه المستعمر وأزلامه، والتصدي لجور وطغيان القياد والباشوات”.
من هنا استمد عيوش، مصدر إلهامه لإخراج هذا الفيلم الجديد، مشيرا إلى أن هاته النساء، اللواتي قابل الكثير منهن، على حد قوله، حاضرات كشخصيات في العديد من أفلامه، على غرار فلمي “غازيا” و”يا خيل الله”، كما استحضر تاريخهن في أول عرض مسرحي قدمه خلال حفل افتتاح أيام المغرب بفرنسا في قصر فرساي سنة 1999.
حلم “شيخة”
وأضاف عيوش: “نتحدث هنا عن الشاعرات المتمردات في القرن التاسع عشر، اللواتي كن أول النساء اللائي تجرأن على الغناء علنا عن الحب وأجسادهن وملذاتهن، في وقت لم يكن يسمح فيه إلا للرجال بالغناء … أبدعن في تأدية أغاني المقاومة والتحرر التي لا تزال عالمية الصيت، وحظين باحترام البعض واحتقار البعض الآخر الذين ينظرون إليهن على أنهن عاهرات لأنهن حرات ومستقلات”.
يسرى عويفي