كشفت دراسة حديثة توصل والي جهة البيضاء-سطات، بنسخة منها، عن وجود "ثقب" مائي ضخم بأقاليم وعمالات الجهة، تتسرب منه حوالي 400 مليون متر مكعب من المياه سنويا. ودقت الدراسة ناقوس الخطر على التسربات المائية الكبيرة، والكميات الكبرى التي ترمى في البحر، في غياب مخطط مديري لصرف مياه الأمطار، يعتمد على تقنيات دمج تقنيات حصاد التساقطات والصرف الإيكولوجي. وقال عبد العزيز مومن، الخبير في الموارد المائية والعضو السابق في الهيأة الاستشارية للشؤون الاقتصادية بجهة البيضاء-سطات إن كميات هائلة من مياه الأمطار تضيع في البحر، مؤكدا أن منطقة شاسعة، مثل الشريط الساحلي الممتد من واد أم الربيع إلى واد المالح، لم يستفد إلا من منشأتين للتخزين في 100 سنة. وأشرف مومن على الدراسة العلمية، مؤكدا أنه وضع نسخة منها في مكتب الوالي، وحدد موعدا معه للحديث في عدد من التفاصيل، كاشفا أن مشاريع السدود والخزانات الموجودة في البيضاء لا تفي بالغرض، بل تشكل وعاءات للتجميع المؤقت، لتفادي الفيضانات، ثم تفتح القنوات في اتجاه البحر. وأوضح الخبير في الدراسة نفسها أن معدل كمية التساقطات المطرية السنوي يناهز 80 مليون مكعب (400 ميلمتر على مساحة 220 كيلومترا مربعا)، فيما تصل كمية التسربات، سنويا، بشبكة توزيع مياه الشرب 40 مليون متر مكعب (23 في المائة من 220 مليون متر مكعب). وتقدر كمية مياه واد بوسكورة بحوالي 40 مليون متر معب، أما كمية المياه العادمة، فتقدر بحوالي 200 مليون متر مكعب سنويا، مضافة إليها مياه العيون والآبار (غير معروفة)، لتصل الكمية الإجمالية للمياه المجمعة وغير المثمنة إلى 400 مليون متر مكعب سنويا، توجد في حكم الضائعة، أي ضعف ما ستنتجه محطة تحلية البحر (300 مليون متر مكعب في مرحلة أولى). وأوضح الخبير أن المشروع الأول للحفاظ على مياه الأمطار والمياه الجوفية وتثمينها، يمكن أن يكون مكملا لمشروع تحلية مياه البحر، "أي أنه لا يمكن التفكير في تحلية مياه البحر إلا بعد النجاح في تدبير معقلن للموارد الاعتيادية الموجودة وربط الأحواض فيما بينها، كما أن هناك إمكانية إنجاز عدة محطات متنقلة للتحلية، أو عائمة يتم اللجوء إليها في أي وقت وفي أي مكان على الشريط الساحلي". وقال الخبير، في الدراسة نفسها، إنه من بين الحلول الممكنة لتجميع مياه الأمطار، اعتماد آلية الحصاد، موضحا أن الأمر يتعلق بتقنية معروفة، يمكن تطبيقها في الوسط الحضري بالاعتماد على التدبير الإيكولوجي، أو مقاربة مدينة "إسفنجية"، أي تجميع مياه الأمطار في مكان سقوطها وخلق شبكة تصريف خاصة بهذه المياه تربط بين أحواض وبحيرات اصطناعية ومحطات لمعالجة تلك المياه وتوزيعها عبر شبكة الماء غير الصالح للشرب. أما في الوسط القروي، فهناك إمكانية حصاد وتجميع مياه الأمطار في خزانات، أو أحواض مع إمكانية تطعيم الفرشات المائية، مؤكدا أن الفلاحة داخل البيوت المجهزة بالألواح الشمسية تعتبر من أنجع الحلول في هذا الصدد، أي تجميع الماء وإنتاج الطاقة النظيفة وبيعها، وإنتاج مواد فلاحية مع اقتصاد الماء والتقليص من التلوث. يوسف الساكت