شهادات

المغرب يتعامل بذكاء "تتوالى الأحداث الدرامية في المشهد العالمي منذ انطلاق شرارة ما سمي ب"الربيع العربي"، بدءا من الحروب الهجينة فوق جغرافية ليبيا وسوريا واليمن والعراق التي أدى ويؤدي ثمنها مواطنوها، ومرورا بجائحة كورونا وما واكبها من إغلاق ومحاولة القضاء على اقتصاديات البلدان النامية عبر تعطيل سلاسل التوريد. ومن الواضح جدا أن العولميين أصبحوا غير معنيين باحترام مواثيق وعهود القانون الدولي، ما يتضح بجلاء بعد سقوط أقنعة المؤسسات الأممية بسبب تعاملها مع بلدان الجنوب والشرق بالازدواجية والوقاحة. وما هي سوى واجهة يتم استعمالها لتمرير أجندات منتدى دافوس الاقتصادي الذي أصبح يتدخل في كل صغيرة وكبيرة. في ظل هذا الواقع المتسم بتعدد الجبهات المفتوحة، نهج المغرب سياسة خارجية مرنة في التعامل مع كافة أطراف الصراع سواء على مستوى الشرق الأوسط؟ ومنطقة القوقاز والشرق والغرب، رغم أن الغرب يحاول بطريقة أو أخرى الضغط عليه بجميع الأوراق التي يملكها، قصد الزج به في صراعات لا تعنيه أبدا. إن المغرب يتعامل مع هذه الضغوطات بنوع من الذكاء والحكمة وباستعمال أوراق قوته في فرض الندية في علاقاته الدولية، وهو مطالب باستغلال الصراع القائم بين الغرب والشرق للتحرر من هرطقات المواثيق الدولية التي أصبحت حبرا على ورق. وعلى المغرب إذن في ظل هذه الظروف العالمية، التوجه نحو بناء المستقبل باقتصاد مستقل وتكنولوجيا مغربية والتمدد في العمق الإفريقي والتدقيق في مراقبة المهاجرين الأفارقة وتحركاتهم". * (باحث في الجيوبوليتيك) من المواقف إلى المصالح "يشهد العالم تحولات جذرية عديدة خاصة في إفريقيا والشرق الأوسط. وانفجرت مع استمرار الأزمة الأوكرانية دون أفق لتسوية واضحة أو مؤشرات على قرب النهاية. صراعات دموية تفاوتت حدتها من منطقة إلى أخرى ومن بلد لآخر. ولعل النموذج في فلسطين والسودان خاصة مع طول مدة حرب الإبادة على الفلسطينيين. وصاحب ذلك استمرار حالة عدم الاستقرار في كل من العراق وسوريا واليمن وليبيا. كذلك في خضم هذه الحروب والجبهات المفتوحة، شهد العالم خروج فرنسا آخر الدول الاستعمارية، من النيجر بصورة يمكن القول عنها بأنها مهينة بعد سلسلة من الانقلابات بكل من بوركينافاسو ومالي والنيجر والغابون، وذلك بعد أن عادت إلى الواجهة الانقلابات العسكرية الى الساحة الإفريقية، لكن ما يميزها في الفترة الراهنة انها انقلابات على أرضية وطنية تحمل هموم الشعوب ضد نخب أسرفت في خدمة المستعمر السابق. وقد شجع على هذه التحولات بإفريقيا الحضور الاقتصادي الصيني، إضافة إلى الحضور العسكري والاقتصادي الروسي الذي شجع النخب السياسية الإفريقية على التمرد على الوصي الغربي الذي ظل لأكثر من نصف قرن من تصفية الاستعمار يقوم بالدور الاستعماري نفسه، لكن من وراء ستار وأقنعة وطنية . في ظل هذه التحولات التي يشهدها العالم، يطرح السؤال عن موقع المغرب من كل ما يقع. فهناك من يتحدث عن مواقفه العقلانية والتي تراعي بالأساس الوضع الإنساني الدولي ولا تخرج عن مبدأ الحياد مع مواصلته لسياسة اليد الممدودة في مختلف الأزمات والجبهات المفتوحة، مع توفير مختلف الإمكانيات لاحتضان الحوار بين الفرقاء، إسهاما منه في تجنيب العالم ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل خاص ويلات الحرب. لكن من وجهة نظري فالمغرب غير من تعامله خاصة في ظل الحروب والجبهات المفتوحة التي يعرفها العالم، وانتقل من دبلوماسية المواقف التي كانت تبنى انطلاقا من تموقعه ورؤيته السياسية لمختلف القضايا المطروحة، إلى دبلوماسية المصالح المبنية على المصالح الاقتصادية بالدرجة الأولى". * (مشرف تربوي وحقوقي) استقاهما: حميد الأبيض (فاس) التأثر بالسياق الدولي للحروب كشفت يسرى التفراوتي، طالبة باحثة في سلك الدكتوراه في علم الاجتماع،أن الحرب ظاهرة مركبة برزت منذ فجر الوعي البشري، ابتداء بحروب العصور القديمة، مرورا بالحروب العالمية، ووصولا إلى التوترات السياسية الآنية من قبيل الحرب بين روسيا وأوكرانيا التي خلفت خسائر اقتصادية وبشرية، إضافة إلى الإبادة الجماعية التي تعيشها فلسطين. وأوضحت أن المجتمع الدولي يشهد بمختلف مؤسساته الدولية عجزا مهينا أمام هذه الإبادة، كما اختبر المنتظم الدولي بمدى قدرته على فرض القانون الدولي وإلزامية مقرراته، وتابعت " من هنا برزت العديد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية كانتشار العنف والتطرف واختلال العديد من التوازنات على مستوى الأمن الغذائي، والصحة العامة والاستقرار السياسي". وأكدت التفراوتي أن المغرب ليس بمعزل عن السياق الدولي، وتطوله انعكاسات الحروب على الاقتصاد، ومناخ الأعمال والمجتمع عامة بمختلف تجلياته، إذ شكل ارتفاع أسعار بعض المواد المستوردة، من قبيل القمح والوقود الأحفوري انعكاسا سلبيا على القدرة الشرائية للمستهلك المغربي، كما يتضح جليا أثر الحروب من خلال تدفق اللاجئين والمهاجرين على الدول المستقبلة، والمغرب من ضمنها ، مما تنتج عن ذلك تحديات متمثلة في صعوبة الاندماج الاجتماعي والسوسيو اقتصادي. لكن المغرب رسم سياسة خاصة أمام هذه الظاهرة من خلال الإستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء. وفي ظل هذه الحروب، ولأنه بلد عبور للمهاجرين، كالأفارقة القادمين من جنوب الصحراء، فالمغرب بلد مستقبل للاجئين السوريين، يوفر الحماية الاجتماعية لهم. * طالبة باحثة في سلك الدكتوراه في علم الاجتماع تجري الرياح بما لا تشتهي السفن اتجهت الرياح بما لا يشتهي ربان المركبة ، بهذه المقولة لخص الدكتور عبد الله إزيكي، أستاذ باحث بجماعة ابن زهر، الحالة التي يعرفها العالم، وأوضح أن حالة الكوارث التي يعرفها العالم معارضة لخريطة التوجهات الرسمية المنافية لمقاصد وأهداف الاختيارات الظرفية والزمكانية الاجتماعية والتواصلية الاقتصادية، مشيرا إلا أنها تشكل غنيمة الصراع وانتشار الفساد والاستغلال الفاحش عبر الإعلام والإشاعة، ليتم إسقاط القيم النبيلة وانتشار القيم الرذيلة، ورسم خطة البناء والتقويم والتقدير لمبادئ القيم الجديدة مع إخفاء أو نفي القيم القديمة(كليا أو جزئيا)، مما أدى إلى فقدان التوازن العمودي والأفقي، الذي ساهم في انتشار فقر ومجاعة الشعوب الضعيفة لأجل اكتساب ود الأمم القوية. واعتبر إزيكي، أن المغرب نجح في إحداث التوازن في التسيير، إثر مساهمته في نشر الأمن عبر الوحدات العسكرية الأممية في إفريقيا، وفي التدبير عبر مساهمته في تقديم المساعدات المادية (الغذائية والدوائية) والفلاحية لتلبية الحاجيات الضرورية للشعب والسكان بإفريقيا، كما هو الشأن في السودان وغزة ومالي وليبيا والسنغال وكوت ديفوار، كما ساهم في مواجهة المواطن الإفريقي لنكبات الكوارث الطبيعية، مضيفا أن العمل الإنساني الرفيع والكرامة الأخلاقية العالية وفرت الدبلوماسية المغربية المجهود المادي واللامادي لتحقيق التوازن البيئي والإنساني في العالم والتاريخ يشهد في مرجعيات على صدق وثقة العبر والاختيارات. * أستاذ باحث استقاهما: عبد الجليل شاهي (أكادير) سياسة التموقع أعتقد أن حجم الدم والموت الذي نشاهده يوميا على شاشات التلفاز، يؤكد أن العالم يسير نحو نتيجة مجهولة، ونهاية محزنة ومؤلمة، فهو أشبه ما يكون بالبركان، الذي تصطرع في صدره القوى، وتضطرم النار، وهو يوشك أن ينفجر، فيودي بكل ما يحيط به، إلى قوة ليس لها قرار. والدليل أن العالم يعيش وسط صيرورة لا تبدو فيها الحروب حدثا عارضا داخل المجتمعات بل "كنمط وجودي"، فهي نفسها صورة للتقدم وتعبير عن مضمونه، لأن التقدم في مضمونه العام، يحمل في جوفه التحطيم والتغيير لما هو سائد حيث الأشكال الجديدة للوحشية (الآلة الصهيونية المتوحشة)، المترتبة على حضارتنا، لم تفشل في تقليص الأشكال القديمة للبربرية، بل إنها أيقظتها واقترنت بها. وما يقع في غزة ليس ببعيد، فحرب الإبادة تلك، تجري على مرأى من أعين العالم "المتحضر"، وعلى مسمع من ضمير الوجود، وقد يؤدي هذا الى أن تستنشق البشرية مجددا رائحة البارود في حرب عنيفة ثالثة، تنزلق بالعالم إلى مصير غامض مجهول، وتمحو آثار المدنية والحضارة. والمغرب محكوم عليه أن يمتلك أسباب قوته، فالعالم لا يحترم الضعفاء، لأن مصالحه لا يمكن أن تتأتى من جهة واحدة أو طرف واحد، في ظل ما يجري من اضطرابات وصراعات غير محسومة النتائج (روسيا والغرب)، لذلك فهو مدعو كي لا يفرط في علاقاته التقليدية وفق مصالحه الخاصة، إذ لا بد أن تخضع لفلسفات واستراتيجيات جديدة ترتكز بالأساس على الانفتاح وتعدد العلاقات(رابح – رابح)،خصوصا أنه بحكم حضارته وتاريخه وموقعه، والصراعات الدائرة جهويا ودوليا، يفرض سياسة التموقع في أكثر من مجال بدل الاعتماد على حلفاء محدودين مهما كانت قوتهم. *باحث في علم الاجتماع إستراتيجية الردع تندلع الحروب بين الدول من أجل تأمين المصالح والبحث عن مصادر القوة كشرط أساسي للبقاء،وقد قامت كثير من الحروب الكبرى عبر التاريخ على "المعادلة الصفرية" التي تتمثل في النصر الحاسم لطرف مقابل إلحاق الهزيمة بالطرف الثاني واستسلامه وإذعانه لشروط وإملاءات المنتصر،بينما تتمثل "المعادلة غير الصفرية" أنها تتيح للطرفين حالة مغايرة جراء مقاربة التوازن مما يجعلهما يبحثان عن"الحل الوسط" والبحث عن البدائل الممكنة،علما أن المصالح هي مايحكم السياسة. تؤدي الحروب والنزاعات عادة إلى استنزاف الطاقات والموارد، وترفع التكلفة لكل الأطراف وتثقل كاهلها على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي حيث وصل التضخم إلى مستويات قياسية، وتؤثر سلبا على الاقتصاد العالمي، مما دفع إلى الاعتقاد بأن سيناريو الحرب العالمية الثالثة على الأبواب، بل إن صناع القرار والنخب العسكرية وشركات الأسلحة بدأت في التحضير لقادم الاحتمالات وسط توتر وحيرة الجميع. لا يوجد المغرب في منأى عن هذه الأوضاع والمواجهات المفتوحة التي يعيشها العالم، بل يتأثر من خلال التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. ويتمثل دور المغرب وعدد من الدول الأخرى في المراقبة والتتبع والانحياز إلى إستراتيجية الردع التي ترمي إلى ثني الخصوم والمساهمة في إيجاد حلول بأقل الأضرار. وتقوم إستراتيجية الردع على تغيير حسابات الخصوم ونظرتها للتكلفة والفوائد والمخاطر، وتحاول إقناعهم بأن انتصارهم سيكون مكلفا. * أستاذ جامعي استقاهما: أحمد ذو الرشاد (الجديدة) وضع عالمي مثقل بالأزمات ما من أحد يتجاهل أن العالم يعيش حاليا حقبة تتميز بالوحشية في القتل والبشاعة في الدمار، والشراهة في الإبادة والإمعان في التجويع والتشريد، في ظل التوترات والصراعات القائمة بين القوى العظمى، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين، التي تسعى إلى إعادة تشكيل النظام الدولي وصياغة الخريطة الجيو- استراتيجية والجغرافية والاقتصادية العالمية جديدة، ما أصبح يشكل "تهديدا وجوديا" للعالم بأسره. فمنذ بداية التسعينات ونهاية الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، برزت حروب من نوع آخر تتعلق بالحروب التكنولوجية والسيبرانية والإلكترونية والاقتصادية وحتى البيولوجية، وهي أسباب أدت إلى ظهور نسخة جديدة من التعددية القطبية، التي تعني أن عالم القطب الواحد تحول إلى عالم جديد متعدد الأقطاب، رغم وجود فارق بين قدرة ونفوذ كل من هذه الأقطاب منفردة، وسعي القوى التي تتمتع بنفوذ أو قدرة اقتصادية – سياسية أقوى إلى تحويل هذا التنافس متعدد الأقطاب إلى تنافس بين التكتلات، حيث أصبحت الصين أو روسيا في صدارة التكتل الشرقي وأمريكا أو الاتحاد الأوربي في صدارة التكتل الغربي. ونتيجة لهذا الصراع السياسي والتنافس الإستراتيجي بين القوى الكبرى، ارتفعت الديون العالمية وتراجع التعاون الدولي، وأصبحت الدول النامية والفقيرة تدفع الثمن الأكبر، حيث ارتفع عدد الأشخاص الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد من 135 مليونا إلى 345 منذ 2019، وأصبح وضع عالمي مثقلا بالأزمات وخطوط التماس التي يتأجج التوتر الشديد على جانبيها. * أستاذ جامعي ومدير مركز الدراسات والأبحاث في الحكامة المحلية عالم يسير نحو الانسداد ما نعيشه اليوم هو نهاية حقبة من تاريخ البشرية، وميلاد حقبة جديدة يسود فيها "نظام دولي جديد" تحاول فيه الولايات المتحدة الأمريكية قيادة العالم بشكل منفرد دون مشاركة من القوى الدولية الأخرى، التي أعلن بعضها عن عدم رضاها عن هذا التفرد الأمريكي، وجعل العالم يعيش حالة من الاضطرابات والحروب في كل مكان، لعل أبرزها الحرب الروسية الأوكرانية، التي يحاول فيها الرئيس الروسي «بوتين» كسر الهيمنة الأمريكية على الساحة الدولية. فالعالم اليوم يعيش مرحلة تزداد فيها الأزمات تعقيدا وسوءا، في ظل صعود التنين الصيني لاعبا مهما على الساحة الدولية، ليس فقط اقتصاديا وتجاريا وتكنولوجيا كما كان الحال خلال العقدين الأخيرين، ولكن أيضا كلاعب إستراتيجي وعسكري مهم، ما جعل الولايات المتحدة وحلفاءها الاستراتيجيين يعتبرون بكين خطرا على مصالحهم في تدبير الأمن القومي، لاسيما بعد بروز مؤشرات تنبئ بتقهقر القوى الغربية المتمثلة أساسا في القارة العجوز، التي كانت تعتبر قطبا جيوسياسيا ثالثا في المشهد الدولي، لكنها انتهت بضمور غير متوقع لهذا الدور، نتيجة تداعيات الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة بالوكالة على روسيا في الأراضي الأوكرانية، وصعوبة الخروج بسياسة خارجية وأمنية موحدة بين دول الاتحاد الأوربى الـ (27). فكل المؤشرات والتوقعات تنبئ بأن استمرار الصراعات والتوترات الجيوإستراتيجية الحالية ستنتج عنه مخاطر متداخلة وآنية كأزمتي التزود بالطاقة والغذاء، بالإضافة إلى المخاطر الطويلة الأمد كتلك المرتبطة بالتغير المناخي والتنوع البيولوجي والاستثمار في رأس المال البشري، وهي عوامل ستؤثر لا محالة على نمو الاقتصاد العالمي وتسير به نحو الانسداد. * (مستثمر في مجال الطباعة والإشهار بطنجة) استقاهما: المختار الرمشي (طنجة)

شهادات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

من أنتم؟

الغش التجاري... أساليب "مافيوزية" متطورة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات