تنبأت الحكومة بعام الجفاف والتقشف في الماء في العديد من المجالات، فجاء جواب ربنا بمطر منهمر، وفي بعض المناطق، لا توجد سدود طاقتها الاستيعابية كافية لهذه الخيرات، إما لصغرها أو لأنها مليئة بالطين والوحل. وامتلأت سدود بنسبة مائة في المائة، نظير ما حدث في الشمال، فيما أخرى عانت كثيرا بسبب التوحل، ما حال دون ملئها بنسبة معقولة، وهو ما يسائل وزارة التجهيز والماء، بخصوص تلكؤها وفشلها في تنقية السدود، رغم المدة الزمنية الكبيرة، التي وسمت بالجفاف. وقال مصدر في مديرية الماء لـ "الصباح، تعليقا على ظاهرة التوحل التي تعيق ملء السدود، إن "الظاهرة طبيعية، والمغرب ليس الوحيد الذي يعاني بسببها، بل جميع سدود العالم تعاني التوحل بدرجة متفاوتة ومتباينة، حسب الموقع الجغرافي والجيومورفولوجي للسد". وتقوم مصالح الوزارة، وفق إفادة المصدر نفسه، بدراسة تصميمية للسدود، وتأخذ بعين الاعتبار الشطر الميت كل سنة، الذي ينقص من حقينة السد، وهناك مناطق أكثر عرضة للتوحل من مناطق أخرى، نظير سد عبد الكريم الخطابي بالحسيمة، الذي وصل إلى درجة التوحل فاقت 90 في المائة، ومشرع حمادي، الذي وصل درجة متقدمة جدا من التوحل، وسد الحسن الثاني، وبعض المناطق الأخرى. وتعاني بعض السدود، وفق مصادر مطلعة، ضعف التجهيزات، في ما يخص العتبات والتشجير التي تسمح بمكافحة انجراف التربة فيها بدرجة أقل، علما أن الحلول المتاحة حاليا، مع التقدم العلمي والتكنولوجي، من أجل التخفيف من وطأة هذا التوحل، هي الإفراغات، خصوصا أثناء فترة الحمولات التي يتم فيها فتح قاع السد، من أجل إخراج الوحل أو الطين، أو تقنيات متطورة ومكلفة ماليا، كلفتها تتجاوز كلفة التحلية في بعض الأحيان. وبرأي خبراء في قطاع الماء، فإن الاهتمام بتنقية وتنظيف السدود من الأوحال والأتربة، لا يقل أهمية عن قرارات تحلية المياه، لأن بلادنا التي باتت تعاني الجفاف، من الأفيد لها تنويع مصادر التزويد بالماء، بحكم أنها تعاني الأمرين بسبب التقلبات المناخية، التي أصبحت واقعا يفرض نفسه، ولا يمكن الاعتماد على مصدر واحد، وهنا لابد من الرفع من وتيرة الاستثمار في تقنية التحلية، وتنقية السدود من الأوحال، وفي إعادة تدوير المياه، والمغرب مازال يسجل تأخرا كبيرا جدا في هذا المجال، ربما في بلاد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وصلت نسبة التدوير الى 80 أو 90 في المائة، ونحن فقط "وصلنا بالكاد إلى 10 في المائة، ثم أيضا الاقتصاد في الماء وإيلاء العناية الكبرى لتأهيل شبكة التوزيع وشبكة النقل، التي ربما تحتاج إلى برنامج خاص بها يتم التعامل معه بجدية"، على حد قول المصادر نفسها. عبد الله الكوزي