أبو الغالي أعاد النقاش حول القطبية الحزبية داعيا إلى قراءة عقلانية للتشريعات والأحكام كشف صلاح الدين أبو الغالي، عضو القيادة الثلاثية للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، أن القيادة الحالية تشتغل من أجل تسريع إخراج أكاديمية "البام" إلى حيز الوجود برئاسة أحمد اخشيشن، عضو المكتب السياسي، مشددا على أن من مهامها وضع برنامج تكويني يساهم في الرفع من فعالية المجالس المنتخبة للحزب في الشأن القانوني والمالي والإبداعي، وكذا إحداث شراكات مع باقي المؤسسات، يتم من خلالها تعزيز التنمية المحلية وتشجيع الشباب على المبادرة الحرة و توطيد العلاقات مع المواطنين، على أسس الكرامة والدعم والالتزام. واستدعى المتحدث ذاته روح حركة لكل الديمقراطيين، داعيا إلى جعل القطبية واقعا سياسيا، تساير العصر وتتماشى مع التموقع الطموح للمغرب، الذي أراده الملك محمد السادس، في مجاله الإقليمي والمتوسطي. واعتبر عضو القيادة الثلاثية، خلال الندوة التي نظمت تحت عنوان "التمكين القانوني والسوسيو اقتصادي للنساء في ضوء مراجعة مدونة الأسرة وخلاصات النموذج التنموي الجديد"، السبت الماضي بالبيضاء، إن الحداثة التي يؤمنون بها نابعة من الوجدان المغربي بكل ما يزخر به من آداب وفنون وجماليات وأمن روحي، مضيفا أنهم يعتبرون في حزب الأصالة والمعاصرة أن هاته العناصر من المداخل الأساسية لترسيخ الحداثة الوجدانية المغربية، المنبثقة من الأصالة ووحدة الانتماء إلى الجغرافية الفريدة، والاعتزاز بالدين الإسلامي السمح والإيمان الراسخ بالقوة الاستدلالية الموجودة في الذكر الحكيم الذي يرفع من قيمة العقل، ويرفض التقليد، ويطلق يد الإنسان الحر والمفكر، ويعظم قيمة مصلحة الناس، فاصطلح عليها "فطرة الله التي فطر الناس عليها"، وميزها بمفهوم "الدين القيم"، فالقيومية للعدل وللحريات المصونة، وللمساواة بين الرجل والمرأة وللديموقراطية وللمواطنة. وفي هذا الإطار تابع أبو الغالي بالقول "علينا أن نجتهد في إظهار تلك القيم بما يخدم مصالحنا ومصالح أبنائنا، وأن نحث العلماء الأجلاء الغيورين على هذا الوطن الحبيب، على الانفتاح والاعتدال والقراءة العقلانية للتشريعات والأحكام الدينية، كما فعل أجدادنا العلماء في القراءة والفقه والعلم والتدبر، رحمة الله عليهم جميعا، لأنهم أدركوا واقعهم وتفاعلوا مع متطلبات عصرهم في حدود الجغرافية والتاريخ وكان اجتهادهم ضمن أدواتهم المعرفية ومفاهيم وقتهم، وكان تحليلهم يستجيب للحاجة و للانسجام مع بيئتهم، والحال أنهم كانوا حداثيين بكل المقاييس وأصابوا في ذلك، فأينما كانت مصلحة الناس، فثم شرع الله". وقال أبو الغالي إن قضية استقرار الأسرة المغربية، وهو المبتغى من قبل الجميع، لن يتحقق لا بقانون ولا ببنود ولا بتعديلات، بقدر ما هو مرتبط بتشجيع المبادرة الاقتصادية الحرة، ورغبة الزوجين في توفير الثروة داخل البيت الأسري، مما يمكنهما من ضمان سبل العيش الكريم لهما ولأولادهما، سواء ما تعلق بالتطبيب أو المأكل والنشاطات والنمو وغيرها، وبذلك يرتقيان ببيئتهما الاجتماعية، ويزداد وعيهما بالاستقرار، مما يؤثر إيجابيا على الأطفال وتلاحمهم حول الآباء، فتستقر بذلك الأسرة في ظل مودة العلاقات الأسرية. ياسين قُطيب