البيضاء… بركة الزيارة الملكية

أشغال على قدم وساق لتدارك عيوب المدينة والسلطات مجندة والمواطنون فرحون خضع وجه العاصمة الاقتصادية إلى عملية تجميل ناجحة، أيام وساعات قبل وصول جلالة الملك محمد السادس إلى المدينة، واستمر العمل بعد وصوله لتغطية العيوب، وتحسين مظهر الشوارع الرئيسية، والمسارات التي يمكن أن يمر منها الموكب الملكي. إنجاز: عصام الناصيري /تصوير (عبد اللطيف مفيق) تطلبت عملية التجميل التي خضعت لها البيضاء، تجنيد "جيش" من العمال، من مختلف المؤسسات سواء تعلق الأمر بالعمالات أو الجماعات الترابية أو شركات التدبير المفوض في الماء والكهرباء، إذ تسابقوا لتزيين الشوارع بالأغراس، وتشذيب الشجيرات وإزالة الأعشاب الميتة، ووضع باقات الورود والأزهار في المدارات، وكنس الأرضيات من الغبار، وصباغة الأرصفة وممرات الراجلين. حلة جديدة دخلت البيضاء في حالة من الاستنفار الإيجابي منذ تولي الوالي الجديد لمهامه، إذ أجرى تغييرات مهمة، واستنفر العمال والباشوات والقياد والمنتخبين لاستكمال المشاريع المتعثرة، والحسم في الملفات العالقة، والقطع مع بعض الممارسات، التي من شأنها تشويه صورة المدينة. وتمكنت العاصمة الاقتصادية من قطع شوط مهم في الأشهر الثلاثة الأخيرة، لكن الأسبوع الأخير، خصص فقط للتزيين ووضع اللمسات الأخيرة، من أجل استقبال صاحب الجلالة، والمدينة في صورة بهية تسر الناظرين. سباق مع الزمن قامت "الصباح" بجولة في المدينة من أجل استطلاع حركية المدينة، التي تعيشها بسبب الزيارة الملكية، وعاينت فرقا كثيرة من العمال التابعين لجهات مختلفة يسارعون الزمن من أجل إصلاح وترتيب كل صغيرة وكبيرة، وعدم ترك أي عيوب يمكن أن تسيء للصورة التي يريد جلالته أن تكون عليها العاصمة الاقتصادية للمملكة، وأحد أهم مدن القارة الإفريقية. وقادتنا الجولة إلى كورنيش "عين الدياب" الذي أضيفت عليه بعض التحسينات، إذ تم وضع أغراس جديدة، وإزالة بعض الأعشاب والأغراس الميتة، وتثبيت بعض الورود، خاصة في المنطقة التي تفصل ما بين المركب التجاري "موروكومول" ومقهى النزاهة. وعاينت "الصباح" عمالا يرتدون سترات صفراء، تابعون للعمالة ومقاطعة أنفا، يسارعون في وضع اللمسات على أغراس الكورنيش، إذ أن بعضهم ينزل الأغراس، والبعض الآخر يقوم بتثبيتها، وفريق آخر يقوم بتشذيب بعض الشجيرات. وكان شارع عبد الكريم الخطابي، الذي يؤدي إلى القصر الملكي، أحد الشوارع التي شهدت بدورها، تعديلات وتحسينات، على اعتبار أنه أحد المسارات، التي يمكن أن يمر منها الموكب الملكي، في اتجاه الإقامة الملكية. ووضعت الورود في المدارة التي تفصل بين شارع عبد الكريم الخطابي وشارع المسيرة وشارع أنفا، إذ عاينت "الصباح" عمالا ينزلون أحواض الأغراس والورود، وقاموا بتعليقها في رافعات حديدية بوسط المدارة، أعطت رونقا وجمالا لهذا المقطع الطرقي. وشملت الأشغال أيضا شارع مولاي رشيد، الذي يؤدي إلى كورنيش عين الدياب، وهو مرشح بدوره أن يسلكه الموكب الملكي، إذا ما رغب جلالته في القيام بزيارة إلى كورنيش "عين الدياب". كنس وصباغة سخرت عمالات ومقاطعات البيضاء، كل عمال الإنعاش الوطني وغيرهم من المكلفين بتزيين المدينة، سواء تعلق بعمال البستنة، أو المتخصصين في تثبيت الأعلام، أو الذين يصبغون الأرصفة وممرات الراجلين والخطوط التي تتخلل طريق السيارات، والتي تزيد الشوارع بهاء. وخضعت مجموعة من الشوارع والأزقة لعملية صباغة جديدة، خاصة تلك التي لم تجدد صباغتها منذ أشهر من قبيل شارع ابن سينا وشارع يعقوب المنصور، إذ تكلفت فرق العمال ليلا بالمهمة، وأصبحت الشوارع في صورة جديدة في الصباح الموالي. وخضعت البيضاء أيضا إلى إضافات جمالية لها علاقة بالإضاءة، إذ تم استبدال المصابيح العمومية التي لا تعمل، كما أضيفت في بعض الشوارع لمسات فريدة، بلف جذوع بعض الأشجار بشريط مضيء، يزين الشارع ليلا. وأما فرق كنس الأتربة فكانت منتشرة في جل الشوارع والأزقة، إذ ظهر عدد كبير من مستخدميها، يحملون أمتعتهم الخاصة بالكنس والتنظيف، بالإضافة إلى بعض الآلات الخاصة بهذه المهمة، والتي أزالت الغبار والأتربة من الشوارع، التي لم تكن متسخة جدا، إذ أصبحت هذه العملية روتينية، وتنظف الشوارع بشكل دوري، غير أن الزيارة الملكية رفعت من الوتيرة. وأما شركات النظافة فلم تستثن بدورها من الاستنفار، إذ قام عمالها بتنظيف مكان حاويات الأزبال، جمع البقايا التي تتساقط من حين لآخر، وتلوث المكان، كما تم غسل الحاويات بدورها، وتجديد بعضها، تجنبا للحرج مع والي المدينة، الذي يريد إنجاح الإقامة الملكية هذه السنة في العاصمة الاقتصادية، دون أن تكون هناك غضبة بسبب تقصير المسؤولين عن شؤون المدينة. فرحة البيضاويين انشرحت صدور البيضاويين بسبب الأفراح التي توالت عليهم في وقت قصير، فبالإضافة إلى الحرص الملكي على زيارة المدينة في النصف الثاني من رمضان كل سنة وأداء صلاة التراويح في مسجد الحسن الثاني، فإن مدينتهم تزينت وبعثت فيها روح جديدة من النظام والجمال، الذي خلت منه في سنوات مضت، خاصة مع كثرة الأشغال التي كانت تخنق المدينة، إذ بعد تسريع المشاريع وإنهائها وتزيين المدينة، أصبحت مدعاة للفرح والبهجة. وبالإضافة إلى حلول الملك في البيضاء، وفرحة البيضاويين بالوجه الجديد للمدينة، زادت أمطار الخير التي سجلتها البيضاء من سرور سكانها، الذين قنطوا من سماء لم تعد تمطر كما عهدوها في السنوات الماضية.

البيضاء… بركة الزيارة الملكية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فكاك ينضم للسواعد الليبي

الركراكي: زياش وحكيمي سهلا تأقلم دياز

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات