الفيضانات تفضح هشاشة البنيات

قَتلت الأمطار الاستثنائية التي عرفتها المناطق الجنوبية، خلال أيام 47 مواطنا، وعزلت الفيضانات أزيد من 356 قرية منكوبة، وانقطعت أزيد من 14 طريقا وطنياو36 طريقا ثانويا، والعشرات من الطرق والمسالك بالوسط القروي لجهتي سوس ماسة درعة وكلميم السمارة. وغمرت المياه 505 جسور، ودمرت وأتلفت قناطر وطرقا منها ما لم يمر على إنشائه أكثر من ثلاثة أشهر. وتم إنقاذ 1093 شخصا، وإجلاء 1690 آخر، وفيما ما زال القطاع الفلاحي يحصي خسائره، سجلت كارثة الفيضانات وانقطاع الكهرباء عن أزيد من 40 ألف أسرة والماء عن أكادير الكبير. وهاهي سنة2014 تشرف على نهايتها، لتنتهي معها مطالب المحاسبة والمساءلة، بالإعلان شبه الرسمي عن"تهرب الحكومة وقطاعاتها من تحمل المسؤولية، ولو التقصيرية". وهدأت العاصفة الإعلامية والسياسية، وانتهت إلى ما انتهت إليه من تهرب الحكومة وقطاعاتها من المسؤولية التقصيرية والمحاسبة، التي كانت وراء هذه الخسائر المادية والبشرية الجسيمة.ولم تكن الصور التي رافقت عمليات إنقاذ ضحايا الفيضانات بمنطقة كلميم، التي نقلتها وسائل الإعلام الوطنية والدولية، أقل هولا ومسا بكرامة المواطنين خاصة، والمغرب بشكل عام، من صور ملعب مولاي عبد الله بالرباط الذي فتح فيه تحقيقات لتحديد المسؤوليات، إذ لن ينسى المغاربة وباقي العالم صورة حمل ضحايا السيول الجارفة بمنطقة كلميم على متن شاحنات للأزبال.لم يعلن"الحداد الوطني على أرواح الضحايا" ولم تنشأ "لجنة تقصي برلمانية" لتحديد المسؤوليات، واكتفت الحكومة بإلقاء مسؤولية ارتفاع حصيلة القتلى، إلى السائقين لعدم استجابتهم للتحذيرات"، وتنصلت من المسؤولية، حيث أكد وزير التجهيز والنقل عزيز رباح أن "الخسائر الفادحة للفيضانات لا يــد للحكومـة فيها". وأعلن بأن القيمة المالية لفتح طريق نحتاج لتكلفة أولية تصل إلى 65 مليون درهم، في حين نحتاج مليار درهم لإعادة الأمور إلى نصابها في المغرب.محمد إبراهمي (أكادير)

انهيار عمارات بوركون ... فاجعة السنة

سنة البحث عن الحوار الاجتماعي

مقالات ذات صلة