آباء وأمهات وأشقاء فقدوا حياتهم بسبب قرار طائش اتخذ في ثوان بسبب «القطعة» لم يشكل رمضان الجاري الاستثناء عن سابقيه، إذ شهد أحداثا عنيفة منذ يومه الأول، بسبب "الترمضينة" التي أزهقت روح أم وشقيق، في لحظة غضب، أفقدت المتهمين البصيرة بسبب "القطعة"، قبل أن يستعيدا وعيهما داخل "جيول" الضابطة القضائية. الجريمة الأولى وقعت بالعرائش، عندمأ أجهز شاب على أمه بطعنات سكين وأصاب شقيقه بجروح خطيرة، ما زال إلى اليوم يعالج بسببها في المستشفى، والسبب "ترمضينة" حولت حياة أسرة إلى جحيم. وكشف البحث الأولي للضابطة القضائية أن المتهم يعاني اضطرابات نفسية، وبسبب الصيام فقد السيطرة على نفسه، وتحول إلى آلة قتل، لم يتردد في قتل أقرب الناس إليه. أما في سيدي علال التازي، فوضع شخص حدا لشقيقه قبل الإفطار بطعنات سكين، لأنه احتج عليه بشدة بسبب إحضار أصدقاء له إلى المنزل دون إذن، وهو ما يحرج بناته. ورغم تنبيه الضحية لشقيقه بعدم تكرار الفعل، أصر الجاني على موقفه، ويوم الجريمة وخلال جلسة "تقسيس الكيف"، ذكره بالأمر من جديد لينشب خلاف، انتهى بتوجيه طعنات قاتلة للضحية. وذكرت هاتان الواقعتان، بجرائم بشعة شهدها المغرب في الشهر الفضيل، راح ضحيتها آباء وأمهات، وحتى أشقاء، أبرزها مقتل والدين في يوم رمضاني واحد، الأول بالبيضاء والثاني ببركان. وما يميز جريمتا بركان والبيضاء، أنهما تمتا بطريقة بشعة بسبب "ترمضينة" الأبناء، إما نتيجة مرض نفسي أو إدمان على المخدرات. وبالبيضاء، وقبل الإفطار بلحظات، دخل شاب يعاني مرضا نفسيا في جدال مع والده المسن، بسبب أمور تافهة نتيجة "الترمضينة". وبعد أن احتد النقاش بين الطرفين، أمسك الابن بقنينة غاز صغيرة وهوى بها بكل قوة على رأس والده، متسببا في مصرعه في الحال. وأشعر الجيران الشرطة بأمر الجريمة، وتمكنت من اعتقال المتهم مختبئا بسطح المنزل، فتبين أنه من مواليد 1992، ويعاني مرضا نفسيا ويستهلك عقاقير مهلوسة، بناء على وصفة طبية، وخلال البحث تبين أنه بسبب عدم تناوله أقراصا مهلوسة بفعل الصيام، انتابته حالة نفسية غير طبيعية، فاختلف مع والده قبل أن يجهز عليه بطريقة بشعة. أما في بركان، فقد مارس ابن ساديته على والده حتى الموت، إذ إلى جانب تعريضه للعنف، شرع في دهسه بدراجة "تريبورتور" حتى الموت، مباشرة بعد تناول وجبة السحور، انتقاما منه لأنه تقدم بشكاية ضده. واختلف الأب الضحية، الذي يعمل مياوما مع ابنه الشاب، من ذوي السوابق والمعروف لدى الجيران بعدوانيته المفرطة واعتدائه على المارة وترويج المخدرات والسكر العلني، حول مفاتيح دراجة نارية ثلاثية العجلات، فقرر الأب التوجه صوب المداومة لتسجيل شكاية في الموضوع، إلا أن ابنه طارده بدراجته ثلاثية العجلات (تريبورتور) لمنعه من ذلك، قبل أن يدهسه بقوة أمام بوابة مقبرة، ليتم نقله في حالة حرجة إلى المستعجلات، وهناك لفظ أنفاسه الأخيرة، متأثرا بجروحه البالغة. مصطفى لطفي