ارتفاع غير مسبوق لأثمنة الدواجن وقلة العرض تغضب المستهلكين حطمت أسعار الدواجن، في أول أيام رمضان، أرقاما قياسية، خاصة بأسواق الجملة، كما هو الشأن بالنسبة لسوق البيضاء، إذ ارتفعت أثمنة في جميع أنواع الدواجن بأكثر من ثلاثة دراهم، لأسباب متعددة. وعاينت "الصباح"، أول أمس (الاثنين)، الطلب الكبير على اقتناء الدواجن في سوق الجملة بالحي المحمدي بالبيضاء، علما أن بعض المعطيات، تشير إلى أن انخفاض العرض هو المسؤول عن ارتفاع الأسعار، إذ لم تقصد السوق إلا 37 شاحنة، و12 شاحنة من الحجم المتوسط. وقال أحد المهنيين إن ارتفاع أسعار الدواجن يتماشى والأزمات المتتالية التي شهدتها الأسواق المغربية في السنوات الأخيرة الماضية، ما أثر على مختلف القطاعات الإنتاجية، والتي من أبرزها قطاع الدواجن، إذ تتداول في الفترة الأخيرة أسئلة كثيرة تخص وضع سوق الدواجن من حيث السعر والإنتاج، مشيرا إلى أن من بين هذه الأزمات ارتفاع أسعار المواد الأولية، الخاصة بعلف الدجاج في السوق الدولية، بما في ذلك الذرة والصوجا اللذان يشكلان أكثر من 80 في المائة من تركيبة الأعلاف المركبة الموجهة للدواجن، علما أن مربي الدواجن يستمرون في تزويد السوق الوطنية، بشكل طبيعي ومنتظم، بلحوم الدواجن وبيض الاستهلاك، رغم أن أسعار منتوجات الدواجن تحدد بشكل يومي حسب آليات العرض والطلب. ويرى آخرون أن ادعاءات مربي الدواجن لا تبرر ارتفاع الأسعار بشكل مفاجئ، إذ أن الأثمنة وصلت، قبل أسبوع، إلى 17 درهما للكيلوغرام، ثم ارتفعت مع اقتراب رمضان بشكل كبير ووصلت إلى 20 درهما للكيلوغرام، في حين يصل السعر عند محلات الجزارة إلى 62 درهما للكيلوغرام، وهو الرقم الذي مازال يشهد ارتفاعا كل يوم. وقال أحد ملاكي محل للجزارة إن ارتفاع أسعار الدواجن يعود إلى نقص في مستوى العرض مقابل الطلب، وهذا راجع إلى خفض عدد كبير من المنتجين مستوى إنتاجهم بسبب غلاء الأعلاف، التي رفعت قيمة تكلفة الإنتاج إلى ما فوق طاقتهم، وبالتالي تسببت لهم في خسائر كبيرة، وكذا توقف عدد منهم بشكل تام عن الإنتاج بسبب الديون المتراكمة لدى ممونيهم. بالمقابل يرى آخر أن الإنتاج أقل من العرض خلال هذه الفترة من السنة، والتي تتسم ببرودة الطقس، مشيرا إلى أن تكلفة الأعلاف وكذا تكلفة الغاز الذي يتم استعماله لتدفئة الكتاكيت خلال فصل الشتاء، يساهم بشكل كبير في ارتفاع أسعار الدواجن، ومن المحتمل أن يبقى سعر الدجاج مرتفعا بحكم الزيادة في ثمن الغاز، كما أن انخفاض درجات الحرارة تساهم في تأخر الإنتاج ونفوق الدواجن أحيانا، بالإضافة إلى قلة المياه التي ربما ستتفاقم في الأيام المقبلة، مما سيرغم العديد من المنتجين على توقيف نشاط التربية، خصوصا بالمناطق المتضررة من تأخر الأمطار. ولا يستسيغ المستهلكون كل الأدلة التي يقدمها المربون حول أسباب ارتفاع الأسعار، إذ يرى محدودو الدخل الذين أصبحوا يجدون صعوبة كبير في اقتنائه، أن المهنيين يتلاعبون في الأسعار في غياب المراقبة من قبل السلطات المعنية والتدخل لمحاربة الاحتكار والمضاربة في الأسعار. خالد العطاوي