بـوخـــروبــــة الأزهـــــــري

شاهد جزائري على مغربية الصحراء 1 تولى الرئاسة في ظرف حساس ومصيري من تاريخ الجزائر بعد انقلاب على بن بلة نسرد في هذه السلسلة من الحلقات، كواليس اعتراف الرئيس الجزائري هواري بومدين، بمغربية الصحراء، علنا ورسميا، وكيف كان هذا الاعتراف التاريخي سببا في محاربته من قبل «الكابرانات» إلى وفاته الغامضة في 1978، والتي قيل إنها كانت بسبب نزلة برد ! كواليس تحدث عنها بومدين وكتاب جزائريون في مذكرات، منع تسويقها وبيعها في الجزائر، بسبب تضمنها لمواقف الرئيس التاريخي للجزائر، بخصوص مغربية الصحراء، وكيف واجه العسكر في مقرهم بالأمر، ودعاهم إلى الاهتمام بشؤون البلد السيئة، عوض معاكسة وحدة ترابية لبلد جار ... ليكون مصيره المعروف واقعا حتميا بالنسبة إليه. ياسين قطيب هواري بومدين، يعتبر من أبرز السياسيين الجزائريين، والذي حكم الجزائر في فترة مهمة من تاريخ هذا البلد، إذ تتلمذ على يد علماء الأزهر، وتعمق في دراسته في العلوم العسكرية، ورغم كل هذه التجارب والعلم، تولى بومدين الحكم بالجزائر بانقلاب عسكري، على الرئيس بن بلة، إذ كان توجهه اشتراكيا، وكان يدافع عن حركة عدم الانحياز، بل اعتبر قائدا لها. يدعى «ولد بوخروبة محمد إبراهيم»، وكان الهواري بومدين، لقبا فقط. ازداد في 23 غشت في 1932، لعائلة ريفية بقرية تسمى»بني عدي» قرب جبل هوارة، التي تبعد عن مدينة قالمة، بـ 15 كيلومترا. مثل كل الجزائريين، التحق بومدين بمدرسة قرآنية في 1949، بموازاة تعلمه للفرنسية في عهد الاستعمار الفرنسي، في قسنطينة، والتي كانت تحتضن مقر جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، والتي كانت شهيرة آنذاك بالجزائر، وتعتبر من بين أكبر الجمعيات وأهمها، لكنه اضطر للهروب إلى تونس، بسبب رفضه للخدمة العسكرية التي فرضها النظام الفرنسي، عندما وصل سنه إلى 18 عاما، ليلتحق في 1949 بجامع الزيتونة، وبعدها بالأزهر، ثم المدرسة العسكرية. في 1973 تزوج بومدين من جزائرية تدعى "أنيسة"، ليبدأ بعد ذلك دوره العسكري، مع الثورة الجزائرية في 1954، إذ قرر الانضمام لجيش التحرير، ونشط في الجبهة الغربية، بل وأشرف على تدريب خلايا عسكرية في 1956. بدأ العسكريون يسمونه بـ «الهواري بومدين» في 1957، واعتبروه اسما عسكريا، بعيدا عن اسمه الأصلي، ليرتقي في السلم العسكري إلى «مسؤول ولائي»، وتولى أمور «الجبهة العسكرية الخامسة»، ليصبح في 1960، قائدا للأركان في جبهة التحرير الوطني، ثم وزيرا للدفاع في 1962، في حكومة الاستقلال. واصل بومدين تسلقه للرتب العسكرية وللمناصب، ليصبح في يونيو 1965، نائب رئيس المجلس الثوري، ليقود انقلابا مفاجئا على أحمد بن بلة، في السنة نفسها، إذ أدخل الرئيس المعزول السجن، ليتولى أمر رئاسة البلاد في ظرف حساس ومصيري من تاريخ الجزائر. كان هدفه الحفاظ على ثورة الجزائريين، وتحرير منهج سياسي لها، إذ ساعده في المهمة، الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة، الذي تولى الرئاسة بعده، بالإضافة إلى ضباط عسكريين معروفين. شكل بومدين رمزا من رموز مقاومة الاستعمار الفرنسي بالجزائر، إذ كان يهابه الفرنسيون بسبب علمه ومستواه الدراسي المرتفع آنذاك، خاصة أنه كان يفتخر بأنه تتلمذ على علماء مسلمين من الأزهر والزيتونة. ثورة فلاحية وصناعية في فترة رئاسته للجزائر، نجح بومدين في الزج برجال حزب جبهة التحرير الوطني، في دواليب الدولة، واعدا بقيادة ثورة فلاحية وصناعية في البلاد. فترة قليلة بعد توليه الرئاسة، شكل مجلسا ثوريا، سماه "القيادة الجماعية"، كان له دور في اتخاذ القرارات الكبرى للبلاد، اجتماعية كانت أم سياسية، على غرار كيفية تدبير موارد النفط والمحروقات، وطريقة تدبير الدولة للقطاعات المهمة، مثل الفلاحة والزراعة والاقتصاد، ناهيك عن سنه دستورا للبلاد، تحدث فيه عن "تعاليم الدولة الجزائرية الجديدة". وصل طموح الزعامة لديه حد مطالبة العالم في شتنبر 1973، بـ «نظام دولي جديد»، في مؤتمر لدول عدم الانحياز، إذ كان من أشد داعمي مصر في حرب أكتوبر 1973، قبل أن توافيه المنية في دجنبر 1978، في ظروف ملتبسة.

بـوخـــروبــــة الأزهـــــــري

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التضخم... راصد تحركات الأسعار

موسكير: "أنا مرزاق"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات