انهيـار “الروبـل” يهـدد صـادرات الحوامـض

العملة الروسية فقدت 40 % من قيمتها والمصدرون المغاربة متخوفون من تعثر المستوردين الروس اشتكى مصدرون مغاربة من ضعف حصيلة حملة تصدير الحوامض إلى السوق الروسية التي انتهت أخيرا، وذلك بعد تسجيل انهيار العملة الوطنية الروسية «الروبل»، التي فقدت 40 % من قيمتها أمام الدولار الأمريكي، خصوصا أن السوق المذكورة تمتص 60 % من صادرات الحوامض المغربية، إذ عمدت السلطات المالية الروسية إلى رفع معدلات الفائدة البنكية منذ أسبوع إلى 20 %، الأمر الذي خلق عقبات ائتمانيـــة أمـــــام المستــورديـن الروس، ذلك أن قلة من هؤلاء المستوردين المرتبطين مع المصدرين المغاربة بتسبيقات مالية واتفاقات مبدئية، قادرون على الوفاء بالتزاماتهم المالية، خصوصا أن المغرب لا يمتلك آليات قانونية مشتركة لتدبير النزاعات التجارية مع الروس. وكانت المؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات أعلنت تحقيق حملة التصدير الموسمية للحوامض إلى السوق الروسية، المنظمة خلال الفترة بين 13 شتنبر و13 أكتوبر الماضيين، نتائج إيجابية، خصوصا مع تفادي المشاكل المرتبطة بالجودة التي اعترضت حملة التصدير الماضية، إذ أعدت المؤسسة بالتنسيق مع المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية «أونسا»، كل التدابير الوقائية لضمان السير العادي لعملية التصدير، التي استفادت أيضا من قرار السلطات الروسية فتح سوقها أمام المنتوجات الفلاحية الأجنبية، خارج دول الاتحاد الأوربي، بعد إقرار عقوبات دولية في حقها، ذلك أن السلطات المغربية تشددت هذه السنة في مجموعة من المعايير، تهم الطعم واللون والحجم، إضافة إلى شهادة السلامة الصحية المسلمة من قبل «أونسا»، والتي تشير إلى منشأ صادرات الحوامض وخلوها من الأمراض، تحديدا الذبابة الصفراء التي كانت سببا مباشرا في رفض دخول أطنان من صادرات «الكلمانتين» المغربية إلى روسيا السنة الماضية. ويرتقب وفق توقعات مهنيين أن يستقر حجم صادرات الحوامض عند 500 ألف طن، من أصل مليوني طن منتجة برسم الموسم الفلاحي الحالي، الذي تضرر أخيرا بفعل الأمطار، لتبلغ السوق المحلية مرحلة الإشباع، بسبب وفرة العرض من المنتوجات غير المصدرة، إذ أفادت المعطيات الصادرة عن المؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات، أنه حتى 29 نونبر الماضي، سجلت صادرات الحوامض من جهة سوس- ماسة- درعة تراجعا بناقص 51 %، مقارنة مع السنة الماضية، أي ما يمثل 60 ألف طن على الأقل، ويخشى مهنيو الحوامض، في المنطقة أن تخسر استغلاليات الحوامض أزيد من 80 ألف طن، لهذا الموسم، بسبب الطقس، وهو انخفاض هم الفراولة أيضا بناقص 5 %، والطماطم الكرزية بـناقص 20 %، علما أن إنتاج الحوامض بصم على موسم جيد في (2013-2014)، بعد ارتفاع الإنتاج في المملكة إلى 2.2 مليون طن، بزائد 37 % مقارنة مع السنوات الست الماضية. ويواجه المغرب في السوق الروسية منافسة شرسة من قبل فاعلين آخرين، يتعلق الأمر بـ35 دولة تصدر إلى روسيا منتوجات فلاحية ذات جودة وبأسعار تنافسية، علما أن المغرب يساهم بحصة 3.2 في المائة فقط من الفاتورة الغذائية لهذا البلد، رغم رفع القدرة التصديرية خلال السنوات الأخيرة بزائد 51 في المائة، لتبلغ قيمة هذه الصادرات 1.5 مليار دولار، في الوقت الذي تميزت حملة تصدير الحوامض الأخيرة بتقدم تجاري في العلاقات المغربية- الروسية، من خلال افتتاح مكتب تمثيلي للمؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات بمدينة «سان بترسبورغ»، التي تحوي أكبر سوق للجملة للخضر والفواكه، إذ سيعمد مسؤول مغربي في المكتب إلى تنسيق حركة التصدير وحماية العلامة التجارية المغربية. بدر الدين عتيقي

انهيـار “الروبـل” يهـدد صـادرات الحوامـض

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"أش بي" تطلـق حاسوبـا بشاشـة لمسيـة

صلاح الوديع ضيفا على العرائش

مقالات ذات صلة