يعرقلون سير الحافلات ويهينون الزبناء ويتقمصون الصفة الضبطية تفتقت عبقرية شركة حافلات النقل الحضري "ألزا" بالبيضاء، لمحاربة سلوكات عدم أداء تذاكر النقل، بالاستعانة بمراقبين يرتدون بدلات وقبعات سوداء شبيهة برجال الأمن، الأمر الذي جعل عددا من "الكونطرولات" يتحمسون أكثر لانتحال الصفة الضبطية. وتتواصل معاناة ركاب حافلات شركة "ألزا" بالبيضاء، مع شطط مراقبين يرتدون زيا أسود، يتجاوزون اختصاصاتهم في مراقبة توفر الراكب على تذكرته والتحقق من صحتها، إلى تعطيل مصالح الركاب والمس بحقوقهم في الوصول في الوقت المطلوب. وتجاوزت أساليب المراقبين الجدد حدود القانون، بعدما انتقل مراقبون معظمهم "فتوات" إلى الانتظام في مجموعات تنتحل الصفة الضبطية التي ينظمها القانون، بعد إصرارهم على محاصرة حافلات النقل الحضري وتوقيفها لدقائق تحت مسميات "الباراج" والمناداة على بعضهم بألقاب "العلوي" على شاكلة رموز الشرطة لتفادي معرفة الأسماء الحقيقية. ويتفنن "الكونطرولات" في استعراض العضلات بإقامة حواجز لتفتيش الحافلات المكتظة عن آخرها، ومضاعفة معاناة الركاب المتضررين من الاكتظاظ، بالتعمد بتعطيل مسار الحافلة لدقائق، إذ يقف 3 مراقبين بجانب الأبواب المحاصرة فيما يصعد اثنان لمطالبة الركاب بالإدلاء بالتذاكر عوض السماح للحافلة بمواصلة السير مع القيام بالمعاينة وسطها. ويحرص بعض "الكونطرولات" الجدد في عدد من المحطات، على استعراض عضلاتهم من خلال عبور الشارع جماعة بطريقة شبيهة بالتدخلات الأمنية، وطريقة التعرض للحافلة المرغوب في إيقافها وكأن ركاب الحافلة مجرمون. وتحولت محطة زنقة القائد الأشطر بالمعاريف ومحطات شارع إدريس الأول وعين الشق والألفة وليساسفة إلى نقط سوداء لإصرار مراقبين على توقيف حافلات الخطوط 13 و9 و50 و97 و84 وغيرها من الخطوط، دون الاكتراث باحتجاج المتضررين. وشجع عدم تفاعل إدارة الشركة مع شكايات المواطنين، أصحاب البذلات السوداء إلى التحمس أكثر بتقمص دور السلطات المكلفة بتطبيق القانون، بل الأكثر من ذلك استفزاز المتضررين بالإصرار على عرقلة انسياب حركة سير الحافلة، إثر قيامهم بنصب طوق مفروض على حافلات النقل بمبرر "حنا كنديرو خدمتنا"، ومحاولة تطبيق شرع اليد في حق كل من يحتج على ممارساتهم غير القانونية، وهو الأسلوب الذي يمارس بشكل يومي خاصة بزنقة القائد الأشطر بالمعاريف وعدد من المحطات الأخرى بليساسفة والألفة وعين الشق. وتكشف واقعة عاشتها "الصباح" الجمعة الماضي، بتعرض زبون لشطط "كونطرولات" احتج على ممارساتهم غير السوية، حجم الممارسات المرتكبة بحافلات "ألزا"، من قبل مراقبين، إذ لولا تدخل الركاب وصراخ النساء لحمايته في الوقت المناسب لوقع ما لا تحمد عقباه، بعد أن عمد المراقبون "الفتوات" إلى محاولة جر المحتج على تجاوزاتهم للاعتداء عليه، بعدما أمطروه بالسب والقذف، عوض الاعتذار والسماح للحافلة بمواصلة سيرها. وتأتي محاولات الاعتداء على الركاب لعدم تقبل "الكونطرولا"، مطالبة الضحايا بإتمام عملية المراقبة وسط الحافلة مع مواصلتها السير عوض طريقة "الباراج" التي تتسبب في تعطيل مصالح زبناء. محمد بها