قرب العلاج من المرضى وأنهى محنة سفرهم إلى طنجة تتزايد أعدادهم بظهور حالات جديدة للإصابة. إنهم مرضى السرطان بمدينة تطوان وضواحيها، الذين كانوا يجدون صعوبات كبيرة عند اضطرارهم إلى السفر خارج المدينة، بحثا عن متابعة علاج قد يطول أمده، لكن مع تواصل اشتغال مركز القرب لعلاج السرطان بمستشفى سانية الرمل بتطوان، يظهر أن الكثير من المرضى باتوا يتلقون علاجاتهم في ظروف أفضل، وغير بعيد عن مقرات سكناهم... من أجل تقريب خدمات هذه المؤسسة الاستشفائية والتعريف بها، قامت "الصباح" بزيارة لها وأعدت الروبورتاج التالي. إنجاز: يوسف الجوهري(تطوان)/ تصوير (تطوان ميديا) يعترف الكثير من المتتبعين للوضع الصحي بتطوان، أنه "أصبح بإمكان مرضى السرطان بالمدينة وضواحيها، تلقي العلاجات والعناية الطبية المختصة، بفضل مركز القرب للعلاج الكيماوي والعلاجات التلطيفية الذي يوجد بالمستشفى الإقليمي سانية الرمل": وحسب مصدر من إدارة المستشفى، فإن هذا المركز "يساهم في تقريب العلاج من الأشخاص الذين يبقون في أمس الحاجة إليه"، كما أنه يعمل على "تحسين وضع المرضى الصحي والنفسي، ويجنبهم عناء السفر إلى مستشفيات أو مراكز خارج الإقليم، مع ما يعنيه ذلك من توفير للمصاريف المادية التي كانت تثقل كاهلهم"، خاصة أن معظهم ينتمي للفئات الاجتماعية الهشة. وهو ما يفيد بحسب المصدر ذاته، أن "المركز حقق أهداف ورش الحماية الاجتماعية وصحة القرب"، على مستوى إقليم تطوان، من خلال الخدمات العلاجية التي يقدمها لمرضى السرطان.. علاجات كيماوية وتلطيفية كانت الزيارة التي قامت بها "الصباح" كافية لحصولها على صورة لما تعرفه الحركة داخل المركز على امتداد أيام عمله، ذلك أنه يستقبل المرضى بشكل يومي، انطلاقا من يوم الاثنين وإلى غاية الجمعة، إذ تتركز العلاجات على "خضوع مرضى السرطان لحصص العلاج الكيماوي التي يقدمها طاقم طبي وتمريضي مختص"، كما يتيح المركز "الاستفادة من العلاجات التلطيفية لفائدة مرضى السرطان بكل من تطوان، وشفشاون، ووزان والمضيق والفنيدق"، وهي العلاجات التي أفادت مصادر من إدارة المستشفى أنها "أصبحت متاحة منذ فترة بالمستشفى الإقليمي سانية الرمل"، الذي غدا "يستقبل بهذا المركز المرضى ويمكنهم من العلاجات المناسبة"، فيما "تسهر الوحدة المتنقلة على تقديم العلاجات التلطيفية للمرضى المحتاجين إليها بمنازلهم"، في مبادرة تسعى لـ "دعم طب القرب محليا بتطوان، وتجنيب المرضى معاناة التنقل ومصاريفه المكلفة". وفي تصريح لأحد المرضى أكد أنه " لم يكن هناك علاج متوفر لمرضى السرطان بتطوان"، الذين كانوا "يضطرون إلى السفر صوب طنجة من أجل الخضوع للكشف بواسطة جهاز السكانير والعودة إلى تطوان في ظروف لا تتحملها أوضاعهم الصحية". وأضاف قائلا أنه اليوم وبفضل هذا المركز صار يتابع علاجه بمركز القرب بالمستشفى الإقليمي سانية الرمل" في ظروف مريحة". واعتبر المتحدث ذاته أن العلاجات التي تلقاها بالمركز جعلته "يتماثل للشفاء ويتجاوز محنته الصحية التي كانت تزيدها أعباء السفر إلى طنجة تفاقما"، لكن وبحسب تصريحه فإن "خضوعه للعلاج بمستشفى تطوان جعله يحس بنوع من الارتياح للخدمات التي تلقاها من المكلفين بهذا المركز". وأشار مريض آخر إلى أنه "فيما مضى كان مرضى السرطان يضطرون إلى اللجوء إلى خدمات مستشفيات طنجة أو الرباط، لكن اليوم أصبح مركز القرب المذكور وجهة لمرضى السرطان، بكل من تطوان، والمدن المجاورة لها"، في وقت قال آخر، إن "بعض المرضى الذين لازالوا يتجشمون عناء السفر من أجل تلقي العلاج خارج تطوان، لا يعلمون بوجود مركز القرب للعلاج الكيماوي والعلاجات التلطيفية بمستشفى سانية الرمل". طاقم متخصص يشرف على عملية تقريب العلاج الكيمياوي والعلاجات التلطيفية لمرضى السرطان بتطوان وضواحيها طاقم طبي وتمريضي مختص، يتكون من ثلاثة أطباء وثلاثة ممرضين، ذلك أن العلاجات الكيماوية بالمركز يقدمها طبيب وطبيبة إلى جانب ممرضين، فيما يشرف طبيب واحد إلى جانب ممرضين على تقديم العلاجات التلطيفية، ذلك أن المركز يتكفل على مدى خمسة أيام من (الاثنين إلى الجمعة)، بإجراء الفحوص الطبية للمرضى، وتمكينهم من العلاجات الممكنة بمستشفى سانية الرمل، دون تكبد عناء السفر بعيدا عن تطوان، وتحمل تكاليف الخضوع للعلاج بعيدا عن مقرات سكناهم. وفي هذا السياق، صرحت بعض الفعاليات المدنية أن "مركز القرب لعلاج مرضى السرطان، يشكل بارقة أمل في مسار علاج الكثير من الحالات". وحسب ما صرح به طبيب مختص في علاج الأورام والسرطان بمستشفى سانية الرمل، فإن "المركز يقوم بإجراء الفحوصات الطبية للمرضى، قبل أن يتم تحديد لائحة المرضى الذين يحتاجون للعلاج الكيماوي، أو العلاج الهرموني، أو بعض العلاجات الموجهة، التي يتم إجراؤها بالمركز"، مضيفا أن "المركز يتوفر على وحدة للعلاجات التلطيفية، مع وحدة متنقلة، تمكن من التوجه إلى المرضى الذين تكون حالاتهم الصحية، لا تسمح لهم بالتنقل والمجيء إلى المركز لتلقي العلاج". مرضى بالمئات استقبل مركز القرب لعلاج أمراض السرطان بمستشفى سانية الرمل، حسب ما صرح به مصدر من المركز، خلال سنة 2022، 325 حالة مرضية، في وقت عرفت سنة 2023 توافد 297 حالة انضافت بدورها إلى الحالات المسجلة خلال العام 2022. وخلال الأسابيع المنقضية من العام الجاري (2024) استقبل المركز 36 حالة وذلك إلى غاية تاريخ 20 فبراير. ويعترف القائمون على هذا المركز أنه ما زالت هناك بعض الحالات التي تلجأ إلى العلاج بطنجة، فيما وصل عدد الحالات التي خضعت للفحص إلى 2556 حالة، ذلك أن العمل بالمركز انطلق في سنة 2022 مع تسجيل ارتفاع حالات الإصابة بالسرطان. وحسب المصدر ذاته، فإن المركز الذي يقدم خدماته بشراكة مع (جمعية الشفاء لمرضى السرطان) و(فدرالية مرضى السرطان بجهة طنجة، تطوان الحسيمة) عرف في سنة 2023 خضوع 613 حالة لحصص العلاج الكيماوي، مضيفا أن "الحالات التي يتم إيفادها إلى طنجة تكون هي تلك التي تتطلب علاجات بالأشعة أو بعض المرضى الذين يحتاجون إلى جراحات مستعصية"، ذلك أن خدمات المركز تقتصر على تقديم العلاج اليومي. ورغم الخدمات الكبيرة والمهمة التي يقدمها المركز، إلا أن الدعوات ما فتئت ترتفع من أجل الاهتمام أكثر بهذه المؤسسة الاستشفائية وتطويرها والاعتناء بها أكثر.