تظاهرة «لنبن» ببنكرير تستعيد مسار صاحب «المقامات» احتفى طلبة جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ببنكرير، أخيرا، بالفنان والمسرحي الراحل الطيب الصديقي، ضمن تظاهرة "لنبن" في دورتها الخامسة التي نظمت بتعاون مع مؤسسة الطيب الصديقي للثقافة والإبداع. واستحضر الطلبة المشاركون في إطار فعاليات هذه الدورة مسار الفنان الطيب الصديقي من مسرح وفنون بصرية و تعبيرات جسدية، إلى جانب أنشطة أخرى. وعلى امتداد يوم كامل كان الطلبة على موعد مع فقرات تسلط الضوء على بعض من محطات سيرة الفنان، من لعب تفاعلية وصور وفيديوهات إحياء لأرشيف الطيب الصديقي. ومن بين الفقرات التي أدرجت خلال التظاهرة، هناك عمل مسرحي جماعي تحت اسم "مزين مديحك" من إخراج وتأطير أسماء الهوري، بتوظيف ذكي لنصوص ومقولات الطيب الصديقي، الى جانب لوحات مسرحية أخرى مستوحاة من فنون "الحلقة" التي سبق أن اشتغل عليها الفنان الراحل ووظفها في الكثير من أعماله المسرحية. كما اشتغل الطلبة كذلك على الجانب الموسيقي في أعمال الطيب الصديقي، من خلال تشكيل كورال غنائي تحت إشراف وتأطير رشيد البرومي، تم فيه مزج أنماط موسيقية مختلفة وظفها الصديقي، أو لها صلة بممارسته المسرحية، من مرددات شعبية، وملحون وموسيقى غيوانية وكلاسيكية وغيرها. وعرفت تظاهرة "لنبن" الممتدة طيلة يوم، تنشيط الأماكن الخارجية لفضاءات الكلية، وتأثيثها بفرجة فنون "الحلقة"، من أداء الطلبة و تأطير غسان الحاكم، كانت بمثابة فرصة لبلورة هذا النمط الفرجوي والذي عمل الصديقي على إحيائه والحفاظ عليه وتوظيفه في جل أعماله، منذ ستينات القرن الماضي . كما شهدت هذه التظاهرة مشاركة المئات من الطلبة بأعمال يدوية وورشات فنية وتقنية، وكانت فرصة لتحسيس الشباب بغنى الموروث المغربي وتألق تاريخه الفني، الذي يشكل مسار الراحل الطيب الصديقي جزءا منه وأحد تجلياته، إذ ما زالت أعماله تلهم العديدين، كما أكد على ذلك كل من الدكتور عمر فرتات و بكر الصديقي خلال كلمتيهما ضمن فعاليات هذه التظاهرة الفنية والثقافية، التي جاءت تزامنا مع الذكرى الثامنة لرحيل صاحب "المقامات"، التي صادفت مطلع فبراير الماضي. عزيز المجدوب