وصفات محدودة لمحاربة الجريمة بسلا

الشعور بالخوف هاجس بات يقض مضجع سكان سلا، رغم جميع الوصفات التي جربتها المنطقة الأمنية الإقليمية في الحد من انتشار الجريمة. وضع أمني مقلق دفع المواطنين إلى انتقاده سواء عبر مواقع التواصل أو في الوقفات الاحتجاجية، وبات توفير الأمن بمثابة المطلب الأول لقاطني مدينة يفوق عدد سكانها مليونا ونصف المليون. كانت الساعة تشير إلى الثانية والنصف ليلا، من ليلة 29 أكتوبر الماضي، بباب سبتة بسلا. خرج مسؤول أمني سابق من منزله للتوجه إلى مستشفى مولاي عبدالله بعد إصابته بألم في البطن. لم يكن هذا المسؤول الذي خبر الإجرام بالمدينة ذاتها، سوى عبد العزيز أكضيظ، الإطار الأمني المتقاعد ورئيس مصلحة الشرطة القضائية سابقا لسلا. العميد الممتاز سابقا اصطدم ليلا بخمسة أفراد يشكلون عصابة، استولت على أسلاك نحاسية من شركة للاتصالات، وبعدها قصد أفراد العصابة العميد الذي لاذ بالفرار، ولولا إنقاذه من قبل مستخدم باتصالات المغرب، لنال اللصوص منه "أطلقت ساقي للريح، وهرولت على مسافة بعيدة بحكم تقدمي في السن" يقول أكضيظ، الذي نجا بأعجوبة من هجوم أفراد العصابة.وبحكم خبرته الأمنية من خلال اشتغاله 13 سنة بسلا، اتصل اكضيظ بالشرطة القضائية بالمدينة لإشعارها بواقعة محاولة تعرضه للسرقة، دون أن يتم إيقاف أحد. وبعدما استكمل علاجه بالمستشفى، توجه إلى مصلحة الديمومة بالدائرة الأمنية الثامنة، وسجل شكاية تحت عدد1297 بمحاولة السرقة بالعنف.هذه حالة تشبه عشرات الحالات التي تسجل يوميا بسلا. واقع مخيف حول أمن مفقود، رغم جميع الوصفات التي قامت بها المنطقة الأمنية الإقليمية لمواجهة الجريمة. وصفات تقليدية لم تحقق نجاحها رغم المجهودات الأمنية الجبارة في محاربة الظاهرة، فالوضع الأمني أصبح مخيفا لدى المواطنين، إذ بمجرد أن تصعد مع صديق أو قريب في سيارته، حتى يقوم بإغلاق نوافذه بطريقة أوتوماتيكية، خوفا من فتحها عليه من قبل اللصوص وسلب ما بحوزته. عصابات على طريقة الأفلام الهوليودية غير بعيد عن باب سبتة بالمدينة العتيقة، وبالضبط ليلة 24 أكتوبر الماضي، بدأت أصوات أمواج شاطئ سيدي موسى الصاخبة، تحرك سكون الليل، ما دفع بمرتادي البحر، إلى ركن سياراتهم للاستمتاع بأمواجه الدافئة، خرج ثلاثة أفراد من محيط ضريح سيدي موسى يحملون أسلحة، حولوا متعة وطمأنينة الليل الدافئ إلى هلع.بطريقة العصابات التي تظهر في الأفلام هاجم الجناة سيارة كان بداخلها شخصان بمحيط الضريح، يتبادلان أطراف الحديث مع آخرين في الهواتف المحمولة، كان الأمر يتعلق برغبة اللصوص سرقة الهواتف، لكن المرتادين واجها أفراد العصابة بالقوة، وبعدما تأكد للجناة استحالة استكمال خطتهم في السرقة، تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض، أطلقوا سيقانهم للريح في اتجاهات مظلمة.اتصل أحد من تعرض لمحاولة السرقة بمصالح الشرطة التي حضرت فورا إلى مسرح الحادث، لكن اللصوص تسللوا عبر الطريق الساحلي، واختفوا وسط الصخور، دون أن يظهر لهم أثر.حي سيدي موسى واحد من الأحياء التي يتناسل فيها الإجرام بطريقة مثيرة. لم يمر عن هذا الحي سوى أسابيع قليلة، حتى تحول نقاش بين منحرفين إلى مواجهات عنيفة بالأسلحة البيضاء تطورت إلى مواجهات بين عائلات، استعملت فيها مختلف أنواع الأسلحة البيضاء، لكن هذه الحادثة لم تخلف سوى إصابات بين المتصارعين، وقد كان مصير أزيد من 20 سيارة تكسير واجهات زجاجها أمام أعين أصحابها، وأغمي على أم أحد المصابين لتنقل إلى المستشفى قصد تلقي العلاجات الضرورية. الخوف من الإجرام...كابوس يوميحينما تطأ قدم الزائر سلا، ينتابه الحذر من أي شخص يقترب منه خوفا من سرقته أو الاعتداء عليه بسكين، وسلب ما بحوزته أو التوسل إليه بطلب دريهمات، بعدما نالت المدينة شهرة على الصعيد الوطني في ارتفاع معدلات الجريمة، هاجس الخوف ينتاب المواطن بمجرد جولانه في أحياء مدينة تاريخية، بنيت جل أحيائها بطرق عشوائية، ولم تستطع التخلص بعد من السكن الصفيحي الذي مازال ينخر جسدها.الخوف من الإجرام أصبح كابوسا يقض مضجع القاطنين بهذه المدينة. مرافقنا الذي وصل من ألمانيا، حاملا معه أخبارا غير سارة عن وضع المدينة أمنيا، جزم أنه لم يستطع الخروج بعد العاشرة ليلا للتجول بأحياء الانبعاث ووادي الذهب وقرية أولاد موسى وحي سيدي موسى والرحمة وكريمة...، بعدما تعود على التجول بكل حرية في شوارع ألمانيا دون اعتراض سبيله أو طلب دريهمات لاقتناء سيجارة.هاجس الخوف من التعرض لمكروه، بات يدفع النساء إلى تفادي حمل هواتفهن المحمولة أو حليهن الثمينة، خوفا من اعتراض سبيلهن من قبل المنحرفين واللصوص "أنا بعدا تنهز معايا غير الصاك فارغ" تقول فاطمة الزهراء أثناء تبادلها الحديث مع سائق سيارة أجرة كبيرة. حكاية هذه الفتاة تشبه حكايات مماثلة أصبحت تدفع النسوة إلى حمل حافظاتهن فارغة حتى يتركنها للمعتدين، ظنا منهن أن إيهام الجناة أنها مليئة يمنحهن فرصة عدم الاعتداء. إنجاز: عبدالحليم لعريبي

وصفات محدودة لمحاربة الجريمة بسلا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

محكمة النقض بلورت إستراتيجية لتغيير نظرة المواطن إلى القضاء

أسماء المرابط ضيفة "ميزانكور" على "دوزيم"

مقالات ذات صلة