بايـدن: المغـرب شريـك اقتصـادي هـام

خص جوزيف بايدن، نائب الرئيس الأمريكي، مجموعة «إيكوميديا» بحوار صحافي، تطرق فيه إلى أهداف القمة العالمية لريادة الأعمال، والعلاقات المغربية الأمريكية. واعتبر المغرب شريكا اقتصاديا هاما بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وأكد دعم الولايات المتحدة الأمريكية للمغرب من أجل أن يصبح نموذجا للإصلاح السياسي المتدرج. ينظر إلى المقاولة وريادة الأعمال في عدد من البلدان الناشئة على أنها مصدر للثراء، ونادرا ما يسلط الضوء على مساهمتها في العدالة الاجتماعية، كيف يمكن تصحيح هذا المنظور؟ المشاركون في هذا الملتقى ( القمة العالمية الخامسة لريادة الأعمال) وفي البرامج الأمريكية الأخرى حول ريادة الأعمال لديهم رأي آخر، فالشخص اللبناني، الذي فقد والده، وعمل على تطوير جهاز لتحفيز القلب يتلاءم مع نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) لمساعدة الآخرين، والشاب الكيني، الذي بعد أن تبين له أن الطلبة لا يتوفرون على الإمكانيات اللازمة لاقتناء الكتب المدرسية، ابتكر خدمة جديدة، من خلال إتاحة الإمكانية للطلبة لتحميل وكراء صفحات من الكتب المدرسية على الهواتف الذكية بدل شراء الكتب بأكملها، والشاب الفلسطيني، ذو 15 ربيعا، الذي ابتكر تصورا جديدا لحزام السلامة من أجل تقليص عدد الوفيات الناتجة عن حوادث السير، كلها أمثلة تدل على أن عقلية ريادة الأعمال، رغم أن ما يحفزها هو الربح، فإنها تهدف إلى تلبية الحاجيات، وإيجاد الحلول للمشاكل المطروحة، وتوسيع دائرة الممكن. فالابتكارات مثل صناعة الطائرة أو الهاتف الذكي، مهما كانت دوافعها الأولى، أصبحت جزءا من الحياة المجتمعية، وساهمت في تحسين نمط العيش لدى الناس. ينبغي أن يكون واضحا أن عقلية المقاولة لا يجب أن تحل محل الأوجه الأخرى للعدالة الاجتماعية لضمان أن يشعر كل المواطنين بالمكاسب الاقتصادية لمجتمعاتهم.لكن، بالمقابل، يتعين المزاوجة بين روح المقاولة من جهة والانفتاح السياسي والاقتصادي وإقرار سياسة اقتصادية واجتماعية تشاركية وغير إقصائية من جهة أخرى، وأن تتوفر الإرادة لفتح قنوات التواصل مع الذين يفكرون بطريقة مختلفة. وبالرجوع إلى تاريخ أمريكا يتبين أن روح المقاولة لم تساهم، فقط، في تدعيم وإثراء الأفراد، بل ساهمت في الرقي بالمجتمع.لذا، وفي إطار هذا المنظور، وليس فقط بهدف المكاسب المالية، تنخرط الولايات المتحدة الأمريكية في مساندة ريادة الأعمال على المستوى الدولي. تدعي الولايات المتحدة الأمريكية أنها تدعم ريادة الأعمال في مناطق أخرى من العالم، في حين تكثر من الحواجز لمنع الولوج إلى السوق الأمريكية، ألا يمثل ذلك تناقضا؟ الوقائع تؤكد عكس ذلك، فاتفاق التبادل الحر الموقع بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، الذي يعتبر من ضمن 20 اتفاقية التي وقعناها عبر العالم، ساهم في رفع حجم المبادلات التجارية بين البلدين، وذلك في الاتجاهين. وسجلت المبادلات التجارية بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، منذ التوقيع على الاتفاقية خلال 2006، ارتفاعا بنسبة تجاوزت 350 في المائة، وتضاعفت الصادرات المغربية نحو الولايات المتحدة الأمريكية بأزيد من مرتين. نعتبر المغرب شريكا اقتصاديا هاما، وبوابة نحو إفريقيا، وأحد المنتجين الرئيسيين للمنتوجات الفلاحية الأساسية، ويتوفر على يد عاملة كفؤة، التي تشتغل بشراكة مع المقاولات الأمريكية الكبرى والصغرى، كما يعتبر المغرب رائدا في الشرق الأوسط في ما يتعلق بالطاقات الخضراء. وعملنا على الاستثمار في نجاح المغرب، ليس فقط باعتباره صديقا قديما كان أول بلد يعترف رسميا بالولايات المتحدة الأمريكية، ولكن، أيضا، لأنه يسعى، حاليا، لأن يكون نموذجا للإصلاح السياسي المتدرج والمعتدل، في مناخ يتسم بالاضطرابات. تعتبر المضايقات الإدارية وتعقيد المساطر، في عدد من البلدان الناشئة، من معيقات ريادة الأعمال وإنشاء المقاولات، لماذا الإصلاحات المتعلقة بهذه الجوانب تأخذ وقتا طويلا؟ تعتبر القوانين والإجراءات التنظيمية الملائمة أساسية من أجل إنجاح ريادة الأعمال في بلد معين. فكم يتطلب من الوقت إنشاء مقاولة في بلدكم؟ وهل تتعامل المقاولات الناشئة بالطريقة ذاتها مقارنة مع المقاولات الأخرى؟ وهل هناك عقوبات جنائية في حق المقاولات التي تعلن إفلاسها، إذ من شأن ذلك أن يحبط عزيمة العديد من حاملي المشاريع مخافة أن يكون مصيرهم السجن؟ وهل هناك ضمانات لاحترام من يفكرون بطريقة مختلفة على صيغة «ستيف جوبس»؟. وتعتبر الإجابات على هذه الأسئلة أساسية ومهمة جدا لتحديد القدرة على ريادة الأعمال. لهذا، فإن الشراكة بين المغرب وإحدى الجامعات الأمريكية، من أجل إقامة مشروع «المقاولة-المدينة»، يعتبر ذا أهمية قصوى ومشروعا واعدا، بالنظر إلى ما سينتج عن هذه الشراكة من إيجاد ترسانة قانونية، واعتماد نمط حكامة متطور، إضافة إلى الموارد التي سيتم توظيفها لإنجاح المشروع، فهناك العديد من حاملي المشاريع المستقبلية، لكن الفرق بينهم يكمن في من له القدرة على تحويل أحلامه إلى مقاولات على أرض الواقع.وبالرجوع إلى سؤال لماذا يأخذ الإصلاح وقتا طويلا؟ تجدر الإشارة إلى أن هناك مجموعة من الأسباب الخاصة بكل بلد عبر العالم، لكن هناك بعض القواسم المشتركة مثل الخوف من التغيير، والمصالح الخاصة، وتردد الحكومة في منح المقاولات الحرية الكافية من أجل العمل بالطريقة التي ترغب فيها. وفي بعض الحالات، لا يعي المسؤولون ما يتعين عمله من أجل تغذية روح المقاولة. ومن بين أهدافنا من تنظيم مثل هذه الملتقيات إن نقول لأصحاب القرار في العالم أجمع إن لديهم مواهب ببلدانهم وأن من مصلحتهم تحرير هذه الإمكانيات.أجرى الحوار: محمد بنعبيد رئيس تحرير جريدة «ليكونوميست»

بايـدن: المغـرب شريـك اقتصـادي هـام

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

القمة العالمية لريادة الأعمال بمراكش... التكنولوجيا في خدمة الابتكار

تجاوزات في برامج التأهيل الحضري

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات