القمة العالمية لريادة الأعمال بمراكش… التكنولوجيا في خدمة الابتكار

تنطلق اليوم أشغال القمة العالمية الخامسة لريادة الأعمال بمراكش وتستمر إلى غاية الجمعة المقبل. ويشارك في الدورة الخامسة التي تنعقد حول موضوع «تسخير التكنولوجيا لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال»، العديد من الشخصيات الرسمية والدبلوماسيين والأكاديميين والمقاولين، الذي يمثلون مختلف أنواع المقاولات (من المقاولات الكبرى متعددة الجنسيات إلى المقالات الصغرى). ويشارك في الملتقى مخترعون ومبدعون معروفون على الصعيد الدولي بابتكاراتهم، مثل «جيف مارتن»، الشريك المؤسس لـ «أي تيونز»، وبرتن ناحوم، الذي صنع «ربوهات» تستخدم في المجال الصحي. كما يحضر في القمة العالمية وفد أمريكي هام يرأسه جوزيف بايدن، نائب الرئيس الأمريكي وعدد من مسؤولي الإدارة الأمريكية من بينهم «بيني بريتزكر وزير الخارجية، كما يشارك في التظاهرة عدد من الوزراء المغاربة، ورؤساء مجموعات اقتصادية مغربية ومقاولون شباب. وينتظر أن يصل عدد المشاركين في القمة الخامسة ما يناهز 3 آلاف مشارك، يتحدرون من 50 دولة سجلوا أسماءهم في موقع القمة على الأنترنيت، الذين أكدوا حضورهم بمراكش، كما يغطي أشغال الملتقى ما لا يقل عن 300 صحافي. وسيلتقي المشاركون، خلال اليوم الأول، الذي ينظم تحت شعار «بناء المجتمع المقاولاتي»، من أجل التعارف وتشكيل مجتمع مقاولاتي، كما سيتم الاحتفال، أيضا، باليوم العالمي للعمل المقاولاتي النسائي. أما برنامج اليوم الثاني فيتمحور حول سبل استلهام المستقبل، وسيتطرق المشاركون فيه على الموضوعات المتعلقة بالتنمية المستدامة والابتكار التكنولوجي والنماذج الناجحة في البلدان السائرة في طريق النمو، وكذا فرص التمويل وعدد من المواضيع ذات الصلة. وسيخصص اليوم الثالث والأخير لمناقشة مواضيع آنية وعملية ذات علاقة بالفرص المتاحة لمقاول الغد، والتمويل التضامني، وإقامة أنظمة بيئية مبتكرة. وسيحل 300 طالب مغربي وإفريقي من حاملي المشاريع ضيوفا على القمة، بعد اختيارهم، من خلال اختبار للأفكار الأكثر ابتكارا. وتعتبر الدورة الخامسة للقمة العالمية لريادة الأعمال الأولى التي تنعقد على أرض إفريقية، وستعرف مداخلة أزيد من 135 متدخلا مغربيا ودوليا، و12 جلسة عامة، و 8 ورشات تفاعلية.عبد الواحد كنفاوي خطـاب أوبامـا... ولادة القمـة طرحت فكرة القمة العالمية لريادة الأعمال أول مرة على لسان مبتكرها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وذلك في معرض خطابه، المعنون بـ"بداية جديدة"، أمام الطلبة والفاعلين السياسيين والاقتصاديين المصريين في جامعة القاهرة يونيو 2009، حين أعلن استضافة الولايات المتحدة الأمريكية مؤتمر قمة يجمع أصحاب المشاريع المبتكرة، بهدف تعميق العلاقات ومد الجسور بين رجال الأعمال والجهات البنكية، وكذا المقرضين والمستثمرين وغيرهم في الولايات المتحدة، والمجتمعات الإسلامية في جميع أنحاء العالم، ليشهد مبنى رونالد ريغن وسط العاصمة واشنطن، انطلاق النسخة الأولى من هذه القمة أبريل 2010، علما أن هذه القمة ما فتئت تراكم سمعة عالمية مرموقة، وتتنقل على مدى ثلاث سنوات الماضية بين العواصم العالمية.وبعد محطة واشنطن، حملت القمة العالمية لريادة الأعمال مجموعة من الأفكار والمفاهيم الجديدة إلى العاصمة التركية اسطنبول في 2011، التي استضافت النسخة الثانية منها، علما أن عملية اختيار الدول المحتضنة لهذه المناسبة لا تتم عشوائيا، وإنما تخضع لمعايير يتداخل فيها السياسي والاستراتيجي والأمني، إذ لا يمنح امتياز تنظيم هذه المناسبة إلا للدول الصاعدة من وجهة النظر الأمريكية، إذ تحرص إدارة أوباما على الرئاسة الفعلية لهذه القمة، وهو الأمر الذي يظهر من خلال ترؤس جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي، للوفود المشاركة في جميع دورات القمة العالمية لريادة الأعمال، في الوقت الذي كانت النسخة التركية من القمة، فرصة لمناقشة نمط تفكير وسلوك رجال الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، باعتبارهم مستثمرين مقلدين، ودور المرأة في إدارة المقاولات، وكذا المبادرة الحرة لدى المقاولين الشباب، إضافة إلى مشاكل نجاعة الاستثمارات وتأثيرها على محيطها.ومن جهتها، خلقت دبي الحدث بعد اسطنبول، باعتبارها أول مدينة عربية تحتضن القمة العالمية لريادة الأعمال خلال السنة ما قبل الماضية، إذ حرصت الإمارات العربية المتحدة على تحقيق الاستفادة القصوى من هذه القمة، التي عرف حضور مئات الشخصيات من رواد أعمال ومسؤولي القطاعات الحكومية والمؤسسات، إلى جانب وجود شريحة واسعة من أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة. وركزت السلطات الإماراتية على بحث الجانب التمويلي للمشاريع الصغرى والمتوسطة في البلاد، من خلال شركات مع المؤسسات الاقتصادية والائتمانية المحلية والدولية، وكذا النهوض بمناخ الأعمال، بما يسمح بتوفير ظروف النجاح للمبادرات الفردية والتحالفات التجارية.وخلال السنة الماضية، لم تخرج القمة في نسختها الرابعة من القارة الآسيوية، حين احتضنتها العاصمة الماليزية كوالالمبور، التي باتت تعتبر أكبر مركز مالي في منطقة جنوب شرق آسيا، ونموذجا تنمويا استثنائيا على المستوى الدولي، وهي المزايا التي أثرت بشكل كبير في اختيارها فضاء لعقد هذه القمة، فيما ركز المسؤولون الماليزيون على أربعة مسارات منفصلة في النقاش، تهم بناء نظام بيئي وتنظيم المشاريع، وإنشاء غد متغير، والاتجاهات الناشئة، وربط للنمو، قبل التطرق لمفاهيم عملية مرتبطة بالتعلم وكيفية بناء شركات كبيرة، والاستثمار في التكنولوجيا المبتدئة، والمشاريع الاجتماعية والتحول، إذ ركزت النسخة الماضية من القمة المذكورة على مناقشة سبل تطوير فرق العمل القائمة على حشد التمويل للمشاريع كمصدر لرأس المال للشركات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز المناخ الاستثماري في المجتمع وكيفية الوصول إلى الأسواق.هذه القمة التي اكتسبت رصيدا مهما من الخبرة، باتت تشكل فضاء وملتقى دوريا لرواد الأعمال، ونقط لقاء إستراتيجية للفاعلين الاقتصاديين العالميين، الذين باتوا ينظرون إلى إفريقيا مثل أرض فرص عذراء تنتظر من يستكشفها، وفضاء خصبا لتحفيز الأعمال والاستثمار، فكان الاختيار خلال السنة الحالية لمراكش من أجل احتضان النسخة الخامسة من القمة العالمية لريادة الأعمال، إذ تدخلت في اختيار المدينة مجموعة من المعايير المهمة، المرتبطة بعمق العلاقات المغربية الأمريكية، والتموقع الجغرافي للمملكة، ناهيك عن الدور التي باتت تمثله في إفريقيا، باعتبارها منصة استثمارية في القارة السمراء، ومحور رواج استراتيجي للتجارة الدولية، في ما تأتي النسخة الجديدة من القمة، التي يرتقب أن تستضيف ثلاثة آلاف مشارك، بفكرة إقامة "قرية إفريقية للابتكار"، ستمكن المقاولين الشباب من التعريف بمشاريعهم وتقاسم حلول مبتكرة حول مواضيع مختلفة، وذلك بغرض تشجيع الحوار وتبادل الأفكار والتفكير المتجدد.بدر الدين عتيقي

القمة العالمية لريادة الأعمال بمراكش… التكنولوجيا في خدمة الابتكار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

500 بحار يحتجون أمام الشركة الوطنية للاستثمار

بايـدن: المغـرب شريـك اقتصـادي هـام

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات